للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[تفسير سورة والتين [مكية]]

{بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ}

{وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (١) وَطُورِ سِينِينَ (٢)}

أقسم بالتين والزيتون؛ لأنهما عجيبان من بين سائر الثمار؛ روي أن النبي صلى الله عليه وسلم (٣٤٤ /أ) أكل تينا، ثم قال لأصحابه: "كلوا فلو قلت: إن فاكهة نزلت من الجنة لقلت هذه؛ لأن فاكهة الجنة بلا عجم، فكلوها فإنها تقطع البواسير، وتنفع من النقرس" (١).

ومرّ معاذ بن حبل بشجرة زيتون فأخذ منها غصنا: فاستاك به، وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "نعم السواك الزيتون من الشجرة المباركة، تطيب الفم وتذهب بالحفر" (٢) وسمعته يقول: "هي سواكي وسواك الأنبياء من قبلي" (٣).

وعن ابن عباس: هو تينكم هذا، وزيتونكم (٤) وقيل: هما جبلان بالأرض المقدسة، يقال لهما بالسريانية طور تينا (٥)، وطور زيتا؛ لأنهما منبتا التين والزيتون (٦).


(١) نسبه الزيلعي في تخريج أحاديث الكشاف (٤/ ٢٤١) لأبي نعيم في "الطب"، وذكره الديلمي في مسند الفردوس بمأثور الخطاب (٣/ ٢٤٣) والنقرس - بكسر النون والراء -: ضر معروف وهو ورم يحدث في مفاصل القدم وفي إبهامها أكثر، ولا يجتمع مدة ولا ينضج لأنه في عضو غير لحمي.
ينظر: التعاريف للمناوي (١/ ٧٠٩).
(٢) رواه الدارقطني في سننه (١/ ٥٨)، ونسبه السيوطي في الدر المنثور (١/ ٢٧٧) لابن عدي والبيهقي في شعب الإيمان وضعفه، عن ابن عباس "وقال الدارقطني: معلى بن ميمون - أحد رواته - ضعيف متروك.
والحفر: صفرة تعلو الأسنان، وهو ما يلزق بالأسنان من ظاهر وباطن. ينظر: لسان العرب (حفر).
(٣) نسبه الزيلعي في تخريج أحاديث الكشاف (٤/ ٢٤٢) للطبراني في مسند الشاميين وفي المعجم الأوسط.
(٤) رواه الطبري في تفسيره (٣٠/ ٢٣٩) عن أكثر من واحد، وليس عن ابن عباس، وإنما ذكره عن ابن عباس الزمخشري في الكشاف (٤/ ٧٧٣).
(٥) في الأصل: سيناء، والمثبت هو الصواب كما في الكشاف (٤/ ٧٧٣).
(٦) قال ابن جرير الطبري في تفسيره (٣٠/ ٢٤٠):" والصواب من القول في ذلك عندنا قول من قال: التين هو التين الذي يؤكل والزيتون هو الزيتون الذي يعصر منه الزيت، لأن ذلك هو المعروف عند العرب ولا يعرف جبل يسمى تينا ولا جبل يقال له زيتون إلا أن يقول قائل: أقسم ربنا جل ثناؤه بالتين والزيتون. والمراد من الكلام القسم بمنابت التين ومنابت الزيتون فيكون ذلك مذهبا، وإن لم يكن على -

<<  <  ج: ص:  >  >>