للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[سورة المائدة [مدنية]]

{بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ}

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ إِلاّ ما يُتْلى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللهَ يَحْكُمُ ما يُرِيدُ (١) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللهِ وَلا الشَّهْرَ الْحَرامَ وَلا الْهَدْيَ وَلا الْقَلائِدَ وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْواناً وَإِذا حَلَلْتُمْ فَاصْطادُوا وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوى وَلا تَعاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ (٢)}

قوله: {أَوْفُوا بِالْعُقُودِ} بما عاهدتم الله عليه وعقدتم الأيمان، يدخل فيه الوفاء بمقتضى العقود الشرعية. {بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ} الأزواج الثمانية. وقيل: الظباء. وقيل: الجنين الذي يوجد في بطن الأم عندما تذبح وفي الحديث: «ذكاة الجنين ذكاة أمه» (١).

{إِلاّ ما يُتْلى عَلَيْكُمْ} من تحريم المنخنقة والمتردية والنطيحة. روي أن رجلا يقال له:

الحطم أغار على المسلمين، وأخذ أموالا لهم، ثم جاء في صورة حاج أو معتمر، وقلد الهدي، وقلد نفسه، وهو باق على كفره على عادة العرب في حج البيت وهم كفار، فأراد المسلمون أن يخرجوا عليه ويأخذوه؛ لبغيه عليهم أول مرة فنزلت (٢) {لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللهِ وَلا الشَّهْرَ الْحَرامَ وَلا الْهَدْيَ وَلا الْقَلائِدَ وَلا آمِّينَ} ولا قاصدين البيت الحرام.

{وَإِذا حَلَلْتُمْ فَاصْطادُوا} أمر إباحة؛ لأنه جاء بعد التحريم، فهو كقوله: {فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ} (٣).

{وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ} ولا يحملنكم. {شَنَآنُ} أي: بغض و {أَنْ تَعْتَدُوا} مفعول ثان


(١) رواه أحمد في المسند (٥٣، ٣٩، ٣/ ٣١)، وأبو داود رقم (٢٨٢٧)، والترمذي رقم (١٤٧٦)، وابن ماجه رقم (٣١٩٩)، وابن حبان في صحيحه رقم (٥٨٨٩)، من حديث أبي سعيد الخدري وصححه الألباني في إرواء الغليل رقم (٢٥٣٩) بمجموع طرقه.
(٢) رواه الطبري في تفسيره (٦/ ٥٨)، وذكره الواحدي في أسباب النزول (ص: ١٩١)، رقم (٣٧٩).
(٣) سورة الجمعة، الآية (١٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>