للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وغيرهم كثيرون من شيوخ السخاوي وتلامذته الذين سيأتي ذكرهم في هذا التعريف الموجز له.

* أخلاقه:

وصفه الكثيرون من معاصريه وممن جاءوا بعده وأثنوا على أخلاقه ومن هؤلاء:

قال السيوطى في نعته: «طويل الباع في الأدب، مع التواضع في الدين والمودة وحسن الأخلاق، من أفراد العالم، وأذكياء بني آدم، مليح المجاورة، حلو النادرة، حادّ القريحة، مطّرح التكلّف» (١).

وقال ابن الجزري بعد تعداد العلوم التي برع فيها السخاوي: «وكان مع ذلك ديّنا خيّرا متواضعا، وافر الحرمة، كبير القدر، محببا إلى الناس، ليس له شغل إلا العلم والإفادة» (٢).

* منزلته العلمية:

كان الإمام علم الدين السخاوي إماما في العربية، بصيرا باللغة، فقيها، مفتيا، عالما بالقراءات وعللها، مجوّدا لها، بارعا في التفسير، صنف وأقرأ وأفاد، وروى الكثير وبعد صيته، وتكاثر عليه القراء. فهو إمام في القراءات، والحديث، والتفسير، واللغة، والأدب.

قال الإمام الذهبي: «كان إماما كاملا، ومقرئا محقّقا، ونحويّا علاّمة، مع بصره بمذهب الإمام الشافعي رضي الله عنه ومعرفته بالأصول، وإتقانه للغة، وبراعته في التفسير، وإحكامه لضروب الأدب، وفصاحته بالشعر، وطول باعه في النثر» (٣).

وقال ابن خلكان: «ورأيته بدمشق والناس يزدحمون عليه في الجامع لأجل القراءة ولا يصح لواحد منهم نوبة إلا بعد زمان ... ولم يزل مواظبا على وظيفته إلى أن توفي بدمشق» (٤).

ونقل السيوطي قول بعضهم: «كان إماما عالما مقرئا محققا مجودا بصيرا بالقراءات وعللها، إماما في النحو واللغة والتفسير، عارفا بالفقه وأصوله، طويل الباع في الأدب» (٥).


(١) بغية الوعاة (٢/ ١٩٢).
(٢) غاية النهاية (١/ ١٩٢).
(٣) معرفة القراء (ص ٥٠٤)، بغية الوعاة (٢/ ١٩٢).
(٤) وفيات الأعيان (٣/ ٣٤٠).
(٥) بغية الوعاة (٢/ ١٩٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>