{وَالذّارِياتِ} الرياح؛ لأنها تذرو التراب والهشيم، ومنه:{تَذْرُوهُ الرِّياحُ}(١).
{فَالْحامِلاتِ وِقْراً} السحاب تحمل المطر. {فَالْجارِياتِ يُسْراً} المراكب تجري جريا ذا يسر.
{فَالْمُقَسِّماتِ أَمْراً} الملائكة؛ لأنها تقسم الأرزاق والأمطار وغيرها، أو تفعل التقسيم مأمورة به. وقيل: متولي الانتقام من الكفار جبريل، وميكائيل للرحمة، وملك الموت لقبض الأرواح، وإسرافيل للنفخ. وقد قيل: المقسمات: الكواكب السبعة السيارة. ويجوز أن يراد الرياح لا غير؛ لأنها تقسم السحاب وتقله وتحمله وتجري في الجو جريا سهلا وتقسم الأمطار بتصريف السحاب. وأما دخول الفاء فعلى القول الأول جاء للتعقيب أقسم بالرياح فبالسحاب فبالفلك التي تجريها بهبوبها، فبالملائكة التي تقسم الأرزاق بإذن الله من الأمطار وتجارات البحر ومنافعه. وعلى القول الأول: الرياح تذرو التراب في أول أمرها فتجري في الجو باسطة له فتقسم المطر. {إِنَّما تُوعَدُونَ}" ما "مصدرية أو موصولة. {وَإِنَّ الدِّينَ} الجزاء {لَواقِعٌ}. {الْحُبُكِ} الطرائق، مثل حبك الرمل، ولا ندركها لبعد المسافة، والدرع محبوكة لأن خلقها مطرق طرائق، ويقال: إن خلقة السماء كذلك. {لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ} في أمر الرسول صلى الله عليه وسلم فقائل: هو كاهن، وقائل: شاعر، وقائل: كذاب.
{يُؤْفَكُ عَنْهُ} الضمير في {عَنْهُ} للقرآن أو الرسول، أي: يصرف عنه الصرف الذي لا شيء أعظم منه، أو: يؤفك عن الإقرار بأمر القيامة من هو المأفوك، ويجوز أن يرجع الضمير