{سَبَّحَ لِلّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (١)}
{سَبَّحَ لِلّهِ} جاء في بعض الفواتح بلفظ الماضي، وفي بعضها بلفظ المضارع، وكلا المعنيين صحيح؛ أي: عادتهم التسبيح، وشأنهم أن يسبحوا له ويعظموه، وقد جاء تارة باللام، وتارة بغير لام؛ كقوله:{وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً}(١) ومعنى سبحت لله، أي: جعلت التسبيح خالصا لوجهه. {ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ} من يتأتى منه التسبيح.
قوله:{يُحْيِي وَيُمِيتُ} يجوز ألا يكون له محل، وأن يكون مستأنفا وأن يكون مرفوعا بخبر مبتدأ محذوف، أي: هو يحيي ويميت، وأن يكون منصوبا؛ حالا من المجرور في {لَهُ} والجار عاملا فيها؛ ومعناه: يحيي النطف والبيض والموتى.
{هُوَ الْأَوَّلُ} قبل كل شيء {وَالْآخِرُ} بعد كل شيء {وَالظّاهِرُ} بالأدلة الدالة عليه {وَالْباطِنُ} لكونه غير مدرك بالحواس، ومعنى دخول الواو في قوله:{وَالْآخِرُ} أنه الجامع بين هاتين الصفتين، وأما الثالثة فدخلت الواو؛ لتدل على أنه جامع بين الصفتين الأخيرتين،