[سورة الأنبياء [مكية]]
{بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ}
{اِقْتَرَبَ لِلنّاسِ حِسابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ (١) ما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلاَّ اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ (٢) لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هذا إِلاّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ (٣)}
{اِقْتَرَبَ لِلنّاسِ حِسابُهُمْ} عبر بالحساب عن المجازاة وكان اقترابه ما حل بهم في وقعة بدر من القتل والأسر. وقيل: أراد حساب يوم القيامة، وفي قربه وجهان:
أحدهما: أنه آت، وكل ما هو آت قريب.
والثاني: أن معناه أن زمان بقاء العالم قد بقي أقلّه وهو انقضاء أيام البقاء في الدنيا.
وقوله: {اِقْتَرَبَ لِلنّاسِ} أي: اقترب منهم. {ما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلاَّ اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ} المراد بقوله: {يَلْعَبُونَ} أي: يشتغلون بدنياهم، وقال - تعالى:
{إِنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ} (١) وقيل: {يَلْعَبُونَ} أي: يلهون. وقيل: يشتغلون بالقدح فيه والاعتراض عليه. وقوله: {وَهُمْ يَلْعَبُونَ} جملة حالية، وقوله: {لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ} جملة أخرى، فالأولى حال من واو {اِسْتَمَعُوهُ} والثانية فيها وجهان:
أحدهما: أنها حال من واو {اِسْتَمَعُوهُ}.
والثاني: أنها حال من الضمير في {يَلْعَبُونَ} فتكون الحالان متداخلتين، وعلى الأول تكونان مترادفتين.
وفي معنى {لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ} وجهان:
أحدهما: مشتغلين عن الذكر بالطعن في القرآن.
والثاني: مشتغلين بالباطل عن الحق.
وفيه وجه ثالث قاله المتصوفة: أنها غافلة عما يراد بها ومنها.
(١) سورة محمد، الآية (٣٦).