[تفسير سورة الزلزلة [مدنية]]
{بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ}
{إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها (١) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها (٢) وَقالَ الْإِنْسانُ ما لَها (٣)}
{زِلْزالَها} أي: زلزالها اللائق بها، ونظيره: قولك: أكرم التقي كرامته، وأهن الفاسق إهانته، أي ما يليق بكل واحد منهما. الأثقال: جمع ثقل، {وَتَحْمِلُ أَثْقالَكُمْ إِلى بَلَدٍ} (١)
{وَقالَ الْإِنْسانُ ما لَها} (٣٤٦ /أ) زلزلت هذه الزلزلة الشديدة ولفظت ما في بطنها، وذلك عند النفخة الثانية حين تزلزل، وتلفظ أمواتها أحياء، فيقولون ذلك لما يبهرهم من الأمر الفظيع.
{يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها (٤) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها (٥) يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النّاسُ أَشْتاتاً لِيُرَوْا أَعْمالَهُمْ (٦) فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ (٧) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (٨)}
فإن قلت: ما معنى تحديث الأرض والإيحاء إليها؟ قلت: هو مجاز عما يحدث الله فيها من الأحوال مما يقوم مقام حديث اللسان.
وقيل: ينطقها الله على الحقيقة، فتحدث بما عمل عليها من خير وشر،
فإن قلت: (إذا يومئذ) ما ناصبهما؟ قلت: {يَوْمَئِذٍ} بدل من {إِذا،} وناصبهما {تُحَدِّثُ،} ويجوز أن تنتصب {إِذا} بمضمر، و {يَوْمَئِذٍ} ب {تُحَدِّثُ}.
والباء في قوله: {بِأَنَّ رَبَّكَ} متعلقة ب {تُحَدِّثُ} والمعنى: أن ما حدثت بما جرى على ظهرها، بسبب أن الله أوحى لها بذلك. قال {أَوْحى لَها} القرار فاستقرت.
{أَشْتاتاً} جماعات متفرقين بيض الوجوه آمنين، وسود الوجوه فزعين، أو يصدرون عن الموقف أشتاتا. {لِيُرَوْا أَعْمالَهُمْ} ليروا جزاء أعمالهم.
الذرة: النملة الصغيرة. وقيل: الذرة: ما يرى في شعاع الشمس.
(١) سورة النحل، الآية (٧).