للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم الدمشقي الشافعي المقرئ النحوي، الإمام الحافظ العلامة، صاحب (إبراز المعاني) في شرح قصيدة الشاطبي في القراءات، ولد سنة ٥٩٩ هـ‍، وتوفي سنة ٦٦٥ هـ‍.

٣ - أبو الفتح محمد بن علي بن موسى (١)، شمس الدين الأنصاري الدمشقي، أجلّ أصحاب السخاوي، قرأ عليه السبع، إفرادا وجمعا.

٤ - أبو الفداء إسماعيل بن عثمان المعلم (٢)، إمام عالم بالقراءات قرأ بالروايات على السخاوي توفي سنة ٧١٤ هـ‍.

٥ - جمال الدين أحمد بن عبيد الله بن شعيب التميمي الصقلي (٣)، ولد سنة ٥٩٠ هـ‍، ولازم السخاوي مدة وأتقن القراءات عليه. توفي سنة ٦٦٧ هـ‍.

وغير هؤلاء الكثير من العلماء والمشهورين في علوم القراءات واللغة.

* مذهبه في العقيدة والفقه والنحو:

[أولا - مذهبه في العقيدة]

كان السخاوي - رحمه الله - يقول بقول الأشاعرة في مسائل الإيمان والاعتقاد لا سيما في القول في صفات الله - تعالى - التي كانت مثار الجدل والخلاف بين طوائف المسلمين من حيث كيفية الإيمان بها.

فمنهم من أثبتها كما وردت في القرآن الكريم وصحيح السنة النبوية من غير تكييف ولا تمثيل ومن غير تشبيه ولا تعطيل، ويمررونها كما أتت على مراد الله - تعالى - في إطار قوله - تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: ١١]، ونفوا عن الله - تعالى - ما لم يثبته لنفسه، مراعين تنزيه الله - تعالى - عن مشابهة خلقه في صفاته، كما لا يشبهه أحد في ذاته. وهذه هي عقيدة الصحابة والتابعين والأئمة الأربعة المشهورين: أبي حنيفة، ومالك، والشافعي، وأحمد - رحمهم الله. وهي أيضا عقيدة الإمام أبي الحسن الأشعري - رحمه الله تعالى - كما جاء في كتابيه: (الإبانة عن أصول الديانة)، و (مقالات الإسلاميين)، وهما آخر ما كتب الشيخ أبو الحسن الأشعري - رحمه الله تعالى.

وهناك طائفة أخرى خالفوا هذا المنهج في الإيمان بصفات الله - تعالى - وأدى بهم إعمال عقولهم بطريقة مبالغ فيها إلى نفي الكثير من صفات الله - تعالى - بدعوى التنزيه. وقام على إثر هذا الخلاف طوائف أخرى كالمعتزلة والجهمية والمعطلة وغيرهم، وكان المذهب


(١) تنظر ترجمته في: طبقات القراء (٢/ ٢١١).
(٢) تنظر ترجمته في: طبقات القراء (١/ ١٦٦).
(٣) تنظر ترجمته في: الذيل على الروضتين (٢٣٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>