للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(مقدمة المصنّف)

بسم الله الرّحمن الرّحيم

صلى الله على نبيه محمد وآله وصحبه وسلم، الحمد لله الذي جعل القرآن أشرف الكتب المنزلة، وأدل دليل على رسالة نبيه وأكمله، وخصه بالتراكيب البديعة، والأساليب المنيعة، وأودعه من المعاني ما يقصر عن الإحاطة بها أهل الأرض، وجعله أفضل عدة مدخرة ليوم العرض.

أحمده على أن جعلنا من أهله، ومنّ علينا بحمله ونقله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة من جعل القرآن شفيعه، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ذو الدرجة العالية الرفيعة، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه صلاة تتجدد بمر الزمان ولا تبلى، ما دامت الآيات المنزلة عليه تحفظ وتتلى.

أما بعد: فالعلوم المتعلقة بالقرآن كثيرة لا تحصى، وأجلّها ما يبحث فيه عن ألفاظه ومعانيه ويستقصى، والمصنفات فيه بين أمرين؛ طويلة لا تنضبط للآمل، وقصيرة لا يحصل منها ذو الأرب على طائل، فاستخرت الله - تعالى - في سلوك طريق متوسط، لا بالطويل الممل، ولا بالقصير المخل، ساعيا في تهذيب الألفاظ وتحريرها، وإيجازها وتيسيرها، مشيرا إلى عيون القصص بأحسن إشارة، متوخيا في الإعراب والأقوال وغيرهما أوجز عبارة، وهو عمدة لمن اعتمد عليه، والله أسأل أن يجعله خالصا لوجهه، موجبا للفوز لديه، وهو حسبي ونعم الوكيل.

***

<<  <  ج: ص:  >  >>