للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[تفسير سورة والعصر [مكية]]

{بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ}

{وَالْعَصْرِ (١) إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ (٢) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ (٣)}

أقسم بصلاة العصر؛ لفضلها، وهي الصلاة الوسطى، ولأنها مؤقتة بوقت هو وقت الاشتغال بالمتاجر والمعايش، فالمواظبة عليها أشق. وأقسم بالعشى كما أقسم بالضحى لما فيهما جميعا من دلائل القدرة. أو أقسم بالزمان؛ لما في مروره من أصناف العجائب والإنسان للجنس. والخسر: الخسران؛ كما قيل الكفر في الكفران. والمعنى: إن الناس في خسر من تجاراتهم إلا الصالحين وحدهم؛ لأنهم اشتروا الآخرة بالدنيا فربحوا وسعدوا ومن عداهم تجروا خلاف تجاراتهم، فوقعوا في الخسارة. {وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ} بالأمر الثابت الذي لا يسوغ إنكاره وهو الخير كله من توحيد الله وطاعته واتباع كتبه ورسله. والزهد في الدنيا، والرغبة في الآخرة. {وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ} عن المعاصي، وعلى الطاعات، وعلى ما يبلو الله به عباده.

***

<<  <  ج: ص:  >  >>