للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[تفسير سبأ [مكية]]

{بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ}

{الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (١) يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَما يَخْرُجُ مِنْها وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَما يَعْرُجُ فِيها وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ (٢) وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَأْتِينَا السّاعَةُ قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عالِمِ الْغَيْبِ لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَلا أَصْغَرُ مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْبَرُ إِلاّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ (٣) لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (٤) وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ (٥) وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (٦) وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ (٧) أَفْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَمْ بِهِ جِنَّةٌ بَلِ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ فِي الْعَذابِ وَالضَّلالِ الْبَعِيدِ (٨)}

{ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ} كله من الله، فيجب شكر ذلك علينا. تقول: الحمد لله الذي كساني زيد وحملني عمرو، أي: لله الحمد على ذلك. {يَلِجُ فِي الْأَرْضِ} من النبات والقطر؛ لقوله: {فَسَلَكَهُ يَنابِيعَ فِي الْأَرْضِ} (١) ومن الكنوز والدفائن والأموات.

{وَما يَخْرُجُ مِنْها} من الشجر والنبات والمعادن {وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ} من الأمطار والثلج والبرد والصواعق والأرزاق والملائكة وأنواع البركات. {وَما يَعْرُجُ فِيها} من الملائكة وأعمال العباد، وهو مع ذلك المستمر الرحمة لعباده، الغافر لمقصرهم (٢٠٠ /أ) عن شكر هذه النعم. قولهم: {لا تَأْتِينَا السّاعَةُ} إنكار واستهزاء؛ كقولهم: {مَتى هذَا الْوَعْدُ} (٢).

قوله عز وجل: {قُلْ بَلى وَرَبِّي} أكّد تحقق الساعة بالقسم بالرب، ثم وصف نفسه بالإحاطة بجميع المخلوقات، ومتى كان المقسم عظيما كان المقسم عليه كذلك. قوله عز وجل: {إِلاّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ} أي: إلا مكتوبا، والرزق الكريم: الجنة.

فإن قيل: المنكرون للبعث معتقدون أنه لا يكون، فقسمه لا يرجع بهم إلى الحق؟


(١) سورة الزمر، الآية (٢١).
(٢) سورة يونس، الآية (٤٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>