للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والفقه فيه. وقال غيره: الحكمة: تفسير القرآن (١).

وذكر علي بن أبي طالب رضي الله عنه جابر بن عبد الله فوصفه بالعلم، فقال له رجل: جعلت فداك، تصف جابرا بالعلم وأنت أنت؟ فقال: إنه كان يعرف تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ} (٢).

وقال الشعبي: رحل مسروق إلى البصرة في تفسير آية، فقيل له: إن الذي يفسرها رحل إلى الشام، فتجهز ورحل إليه حتى علم تفسيرها (٣).

وقال إياس بن معاوية: مثل الذين يقرؤون القرآن وهم لا يعلمون تفسيره كمثل قوم جاءهم كتاب من ملكهم ليلا وليس عندهم مصباح فتداخلتهم روعة لا يدرون ما في الكتاب، ومثل الذي يعرف التفسير كمثل رجل جاءهم بمصباح فقرأوا ما في الكتاب (٤).

وقال مجاهد: أحب الخلق إلى الله أعلمهم بما أنزل. وقال الحسن: والله ما أنزل الله آية إلا أحب أن يعلم فيمن أنزلت وما يعني بها (٥).

وقال الحسن: أهلكتهم العجمة، يقرأ أحدهم الآية فيعيى بوجوهها حتى يفتري عليّ فيها. وكان ابن عباس يبدأ في مجلسه بالقرآن ثم بالتفسير ثم بالحديث.

وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ما من شيء إلا وعلمه في القرآن ولكن رأي الرجل يعجز عنه (٦).

[الجرأة في تفسير القرآن ومراتب المفسرين]

روي عن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت: «ما كان رسول الله صلّى الله عليه وسلم يفسر من كتاب الله إلاّ آيا بعدد علّمه إياهنّ جبريل» (٧).

قال ابن عطية الأندلسي: ومعنى هذا الحديث: في مغيبات القرآن، وتفسير مجمله، ونحو هذا مما لا سبيل إليه إلا بتوقيف من الله - تعالى - ومن جملة مغيباته ما لم يعلم الله به كوقت قيام الساعة ونحوه، ومنها ما يستقرأ من ألفاظه؛ كعدد النفخات في الصور، وكرتبة خلق السماوات والأرض.


(١) روى ذلك ابن جرير الطبري في تفسيره (٣/ ٨٩).
(٢) سورة القصص، الآية (٨٥) والأثر ذكره القرطبي في مقدمة تفسيره (١/ ٥٩).
(٣) ذكره الشوكاني في مقدمة تفسيره فتح القدير (١/ ٢٠).
(٤) ذكره الشوكاني في مقدمة تفسيره فتح القدير (١/ ٢٠).
(٥) ذكره الشوكاني في مقدمة تفسيره فتح القدير (١/ ٢٠).
(٦) ذكر ذلك ابن عطية في مقدمة تفسيره المحرر الوجيز.
(٧) ذكره القرطبي في مقدمة تفسيره (١/ ٦٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>