للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣ - تطابق آراء السخاوي في تفسيره مع آرائه في مصنفاته الأخرى، كالمفضل في شرح المفصل، وغيره وقد أشرنا إلى ذلك في مواضع من التحقيق، ومن ذلك مثلا ما عرضه السخاوي حول الواو في إعراب قوله تعالى في سورة الجاثية: {وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ} [الجاثية: ٥] الآيات (١).

وعند تفسير قوله تعالى: {فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ} (٧٣) [سورة ص] أورد اعتراضا على الزمخشري وذكر رأي الزجاج وهو بنصه في المفضل أيضا (٢).

ثالثا - من أهم ما يمكن ذكره أن المصنف ذكر في سورة الكهف (٣) رأي كلّ من القاضي الفاضل وأبي الجود حول مسألة نحوية، والذي يعنينا هنا أن كلاّ منهما شيخ المصنف وكثيرا ما ذكرهما في مصنفاته، والأكثر أهمية أن ذلك في الجزء الذي قال الزاعمون إن السخاوي لم يفسره.

رابعا - وردت إشارات من المصنف في تفسير السور من سورة الكهف إلى آخر القرآن الكريم يقرر أنه تقدم كلامه في السور التي قبل سورة الكهف وهذا من أقوى الأدلة على أن التفسير الذي بين أيدينا هو تفسير كامل لمصنفه علم الدين السخاوي - رحمه الله تعالى - ومن ذلك:

وننبه قبل ذلك أن المصنف - رحمه الله - له عبارة في النصف الأول من تفسيره - وهو الجزء الذي لم يشك أحد في نسبته إليه - عبارة تدل على أنه - رحمه الله - كان في تفسيره عازما على استكماله كله، وهذه العبارة وردت في سورة الأنعام، حيث قال المصنف - رحمه الله تعالى - عند قوله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَقالَ أَوْلِياؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ} [الأنعام: ١٢٨].

قال السخاوي: واتخذتموهم أتباعا. وقيل: المراد: استعاذة الإنس بالجن على ما يأتي شرحه في سورة {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ} [الجن: ١] (٤).

- أما إشارات المصنف في الجزء الثاني والذي يبدأ من سورة الكهف إلى آخر القرآن الكريم وهو الجزء محل الشك - لدى من يشكون - فقد كانت كثيرة سنكتفي بذكر بعضها


(١) وينظر: المفضل في شرح المفصل للسخاوي (١/ ٢٠٨) فقد ورد هذا النص في كتاب المفضل (ج‍ ٢ / الورقة ظ من المخطوط).
(٢) المفضل في شرح المفصل للسخاوي (٢/ ١٩٥).
(٣) وذلك عند قوله تعالى: سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ [الكهف: ٢٢].
(٤) أي: سورة الجن، الآية (١) وقد فصل المصنف ذلك هناك. وفي ذلك إشارة منه - رحمه الله - أنه بصدد تفسير القرآن الكريم كله، حيث تقع سورة الجن في الجزء التاسع والعشرين.

<<  <  ج: ص:  >  >>