للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر الألوسي علم الدين السخاوي في مواضع متعددة من التفسير في اللغة وأسباب النزول، كما استعان برأيه في قضايا تفسيرية، ومن ذلك:

أ - عند قوله تعالى: {قالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّها بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ} [البقرة: ٧١] ذكر بعض التوجيهات واختار منها توجيها ونسبه إلى السخاوي وغيره.

قال الألوسي:

{لا ذَلُولٌ} صفة {بَقَرَةٌ}، وهو من الوصف بالمفرد، ومن قال: هو من الوصف بالجملة فقد أبعد عن الصواب، و {لا} بمعنى (غير) وهو اسم على ما صرح به السخاوي وغيره، لكن لكونها في صورة الحرف ظهر إعرابها فيما بعدها، ويحتمل أن تكون حرفا كإلاّ التي بمعنى غير في مثل قوله تعالى: {لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلاَّ اللهُ لَفَسَدَتا} [الأنبياء: ٢٢] (١).

ب - وعند قوله تعالى: {إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ} [الكهف: ٩٤].

قال الألوسي في اشتقاق يأجوج ومأجوج: «وقال أبو الحسن علي بن عبد الصمد السخاوي: الظاهر أنه عربي وأصله الهمز وتركه على التخفيف، وهو إما من الأجة وهو الاختلاف كما قال تعالى: {وَتَرَكْنا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ} [الكهف: ٩٩]، أو من الأج وهو سرعة العدو قال تعالى: {وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ} [الأنبياء: ٩٦] أو من الأجة وهي شدة الحر أو من أج الماء يأج أجوجا إذا كان ملحا مرّا، انتهى» (٢).

***


(١) وينظر: روح المعاني (١/ ٢٩٠) ط دار الفكر.
(٢) روح المعاني (١٦/ ٣٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>