للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مال اليتيم سواء أسرف وبذّر أو لم يكن {وَسارِعُوا} إلى أفعال أو أقوال تكون سببا للمغفرة والرضوان. {عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ} أي: مثل عرضها لو انضمت كل واحدة إلى بواقيها {أُعِدَّتْ} هيئت وفيه دليل على أن الجنة مخلوقة الآن، خلافا للمعتزلة (١).

{الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرّاءِ وَالضَّرّاءِ وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعافِينَ عَنِ النّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (١٣٤) وَالَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلى ما فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (١٣٥) أُولئِكَ جَزاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ (١٣٦) قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُروا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (١٣٧) هذا بَيانٌ لِلنّاسِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (١٣٨) وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (١٣٩) إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيّامُ نُداوِلُها بَيْنَ النّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَداءَ وَاللهُ لا يُحِبُّ الظّالِمِينَ (١٤٠)}

{وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ} نعت مجرور، ويجوز فيه النصب بإضمار أعني، والرفع على الابتداء والخبر، أي هم الذين. يقال: كظم القربة: إذا ملأها وسد فاها، والكظام: الخيط الذي يشد به فم القربة، والغيظ يحمل الإنسان على أقوال وأفعال لا تليق، فشبه مانع نفسه منها بمن كظم القربة أي: منعها من التبدد {إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً} أي: كبيرة {أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ} بالصغائر. والإصرار: الربط والتصميم على ملازمة أمر، ومنه: الصرة لما تجمع من الدراهم وتربط شبه المصر على المعصية بالرابط على الشيء، المانع من تبدده.

{قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ} أي: مضت من قبلكم عادة الله في إهلاك المكذبين وأنه إذا حل بهم العقاب لم تفد التوبة {فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمانُهُمْ لَمّا رَأَوْا بَأْسَنا سُنَّتَ اللهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبادِهِ} [غافر: ٨٥].

{فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُروا} آثار المهلكين وكانت قريش ومن معهم يجلبون الميرة (٢) في


(١) تقدم الحديث عن هذه المسألة في أول سورة البقرة عند قوله - تعالى: فَاتَّقُوا النّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النّاسُ وَالْحِجارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ (٢٤) [البقرة].
(٢) الميرة: الطعام يمتاره الإنسان. وقيل: هي جلب الطعام. وقيل: جلب الطعام للبيع وهم يمتارون -

<<  <  ج: ص:  >  >>