للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{مِنْ فَوْرِهِمْ هذا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ (١٢٥) وَما جَعَلَهُ اللهُ إِلاّ بُشْرى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلاّ مِنْ عِنْدِ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (١٢٦) لِيَقْطَعَ طَرَفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خائِبِينَ (١٢٧) لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظالِمُونَ (١٢٨) وَلِلّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١٢٩) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا الرِّبَوا أَضْعافاً مُضاعَفَةً وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (١٣٠) وَاتَّقُوا النّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ (١٣١) وَأَطِيعُوا اللهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (١٣٢) وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (١٣٣)}

{وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ} إلى أحد {مَقاعِدَ لِلْقِتالِ} مواضع يحلون فيها قائمين وقاعدين. {إِذْ هَمَّتْ طائِفَتانِ} بنو سلمة وبنو الحارث. قال جابر بن عبد الله: فينا نزلت معشر الأنصار، وما أود أنها لم تنزل؛ لقوله في آخرها: {وَاللهُ وَلِيُّهُما} (١).

{وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ} بقلة العدد والعدد، ولم يكن معهم في يوم بدر إلا فرسان. قيل: فلم يصبروا، وفارقوا المركز الذي وضعهم رسول الله صلّى الله عليه وسلم فيه، فانهزموا. وقيل: أمدهم بالملائكة، ولكنهم لم يقاتلوا إلا في وقعة بدر.

{وَما جَعَلَهُ اللهُ} وما جعل الإمداد بالملائكة {إِلاّ بُشْرى} وإلا فملك واحد وهو جبريل عليه السّلام حمل مدائن قوم على جناحه وقلبها بهم، وصاح بقوم ثمود صيحة واحدة فأصبحوا في ديارهم جاثمين.

كبته: إذا غاظه أشد الغيظ. «وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقنت في الصلاة ويقول: اللهم أنج الوليد بن الوليد، وسلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة، والمستضعفين من المؤمنين، اللهم اشدد وطأتك على مضر، واجعلها عليهم سنين كسنيّ يوسف» (٢) فنزلت {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ} فكان كذلك؛ هدى الله منهم قوما للإسلام.

قوله: {أَضْعافاً مُضاعَفَةً}: مع أنه يحرم الربا وإن كان أقل من ذلك؛ لأنه أراد أن يحكي قبيح ما صنعوا؛ كقوله: {وَلا تَأْكُلُوها إِسْرافاً وَبِداراً أَنْ يَكْبَرُوا} [النساء: ٦] ويحرم أكل


(١) رواه البخاري رقم (٤٥٥٨)، ومسلم رقم (٢٥٠٥) عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما.
(٢) رواه البخاري رقم (٤٥٦٠، ١٠٠٦)، ومسلم رقم (٢٧٥) عن أبي هريرة رضي الله عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>