الإيمان (١). {لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلاّ أَذىً} ولا يستطيعون أن يقهروكم. وقوله:{ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ} مستقبل ليس معطوفا على {يُوَلُّوكُمُ}؛ لأنه مرفوع بثبوت النون، ويقاتلوكم، ويولوكم مجزومان بالشرط والجزاء، ويوضح ما ذكرته: أن تولية الأدبار إنما هو في القتال، فلذلك جعل جزاء له. وأما كونهم لا ينصرون، فهو أمر مستقر ليس معلقا على شرط.
{ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ} أي: أحاطت بهم إحاطة الخيمة بمن فيها، أينما قدر عليهم إلا بسبب وحبل من الناس بالأمان.
{وَباؤُ} احتملوا، وكانوا كفوا له. {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ} أي: لن تدفع عنهم من عذاب الله شيئا. {مَثَلُ} مهلك {ما يُنْفِقُونَ}{كَمَثَلِ رِيحٍ فِيها صِرٌّ} أو مثل ما ينفقون كمثل مهلك ريح فيها صر، أي: باردة. وقيل: لها صوت.
{بِطانَةً مِنْ دُونِكُمْ} من غير أهل ملتكم يطلعونهم على عورات المسلمين، لا يقصرون في إفساد ما بينكم {وَدُّوا ما} يشق عليكم {إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ} يريد به الرخاء والأمن والسعة، وليس المراد: الطاعة؛ إذ لا يقال لمن صلى: أصابته حسنة.
{وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ} أي: قحط وخوف وفاقة؛ إذ لا يقال لمن عصى: أصابته سيئة.
(١) روى البخاري (٤١٩١) عن أبي هريرة رضي الله عنه: «كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنّاسِ قال: خير الناس للناس تأتون بهم في السلاسل في أعناقهم حتى يدخلوا في الإسلام».