للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الإيمان (١). {لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلاّ أَذىً} ولا يستطيعون أن يقهروكم. وقوله: {ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ} مستقبل ليس معطوفا على {يُوَلُّوكُمُ}؛ لأنه مرفوع بثبوت النون، ويقاتلوكم، ويولوكم مجزومان بالشرط والجزاء، ويوضح ما ذكرته: أن تولية الأدبار إنما هو في القتال، فلذلك جعل جزاء له. وأما كونهم لا ينصرون، فهو أمر مستقر ليس معلقا على شرط.

{ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ} أي: أحاطت بهم إحاطة الخيمة بمن فيها، أينما قدر عليهم إلا بسبب وحبل من الناس بالأمان.

{وَباؤُ} احتملوا، وكانوا كفوا له. {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ} أي: لن تدفع عنهم من عذاب الله شيئا. {مَثَلُ} مهلك {ما يُنْفِقُونَ} {كَمَثَلِ رِيحٍ فِيها صِرٌّ} أو مثل ما ينفقون كمثل مهلك ريح فيها صر، أي: باردة. وقيل: لها صوت.

{بِطانَةً مِنْ دُونِكُمْ} من غير أهل ملتكم يطلعونهم على عورات المسلمين، لا يقصرون في إفساد ما بينكم {وَدُّوا ما} يشق عليكم {إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ} يريد به الرخاء والأمن والسعة، وليس المراد: الطاعة؛ إذ لا يقال لمن صلى: أصابته حسنة.

{وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ} أي: قحط وخوف وفاقة؛ إذ لا يقال لمن عصى: أصابته سيئة.

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبالاً وَدُّوا ما عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضاءُ مِنْ أَفْواهِهِمْ وَما تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنّا لَكُمُ الْآياتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (١١٨) ها أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتابِ كُلِّهِ وَإِذا لَقُوكُمْ قالُوا آمَنّا وَإِذا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (١١٩) إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِها وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللهَ بِما يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (١٢٠) وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقاعِدَ لِلْقِتالِ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (١٢١) إِذْ هَمَّتْ طائِفَتانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلا وَاللهُ وَلِيُّهُما وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (١٢٢) وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (١٢٣) إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِينَ (١٢٤)}

{بَلى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ}


(١) روى البخاري (٤١٩١) عن أبي هريرة رضي الله عنه: «كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنّاسِ قال: خير الناس للناس تأتون بهم في السلاسل في أعناقهم حتى يدخلوا في الإسلام».

<<  <  ج: ص:  >  >>