للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{بِقُوَّةٍ} واعمل بما فيها بجد واجتهاد. قوله: {بِأَحْسَنِها} قيل: هي المأمورات كلها. وقيل:

إذا جاز العفو والقصاص يؤخذ بأحسن الأمرين.

{قالَ يا مُوسى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النّاسِ بِرِسالاتِي وَبِكَلامِي فَخُذْ ما آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشّاكِرِينَ (١٤٤) وَكَتَبْنا لَهُ فِي الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْها بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِها سَأُرِيكُمْ دارَ الْفاسِقِينَ (١٤٥) سَأَصْرِفُ عَنْ آياتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِها وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَكانُوا عَنْها غافِلِينَ (١٤٦) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَلِقاءِ الْآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاّ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (١٤٧) وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لا يُكَلِّمُهُمْ وَلا يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً اتَّخَذُوهُ وَكانُوا ظالِمِينَ (١٤٨)}

{سَأُرِيكُمْ} وقرئ (سأورثكم) (١) لقوله: {وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كانُوا يُسْتَضْعَفُونَ} الآية (٢) وقال: {كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنّاتٍ وَعُيُونٍ} إلى أن قال: {وَأَوْرَثْناها قَوْماً آخَرِينَ} (٣).

{كَذلِكَ وَأَوْرَثْناها بَنِي إِسْرائِيلَ (٥٩) فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ} (٤) {دارَ الْفاسِقِينَ} قيل: المراد مصر والشام. واعلم أن ذلك لا يفيد نقصا لا في مصر ولا في الشام. وقيل: دار الفاسقين جهنم. {سَأَصْرِفُ عَنْ} تدبر {آياتِيَ}. والتكبر قد يكون [مباحا] كالتكبر على الذمي وأن يلجأ إلى أضيق الطرق، ولا يبدأ بالسلام، ترفعا عليه بحق. {وَلِقاءِ الْآخِرَةِ} أي:

ولقائهم للآخرة، والآخرة صفة لموصوف محذوف وهي الدار؛ لقوله: {وَلَلدّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ} (٥) وقيل: النشأة؛ لقوله: {ثُمَّ اللهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ} (٦) {مِنْ بَعْدِهِ} من بعد


(١) هذه قراءة ابن عباس وقسامة بن زهير، وقرأ الحسن "سأوريكم"، وقرأ الجمهور "سأريكم".
تنظر في: البحر المحيط لأبي حيان (٤/ ٣٨٩)، الدر المصون للسمين الحلبي (٣/ ٣٤٢)، الكشاف للزمخشري (٢/ ٩٣)، المحتسب لابن جني (١/ ٢٨٥)، النكت والعيون للماوردي (٢/ ٥٧).
(٢) سورة الأعراف، الآية (١٣٧).
(٣) سورة الدخان، الآيات (٢٥ - ٢٨).
(٤) سورة الشعراء، الآية (٥٩).
(٥) سورة الأنعام، الآية (٣٢).
(٦) سورة العنكبوت، الآية (٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>