للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (١١١) وَبَشَّرْناهُ بِإِسْحاقَ نَبِيًّا مِنَ الصّالِحِينَ (١١٢) وَبارَكْنا عَلَيْهِ وَعَلى إِسْحاقَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِما مُحْسِنٌ وَظالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ (١١٣)}

قال الله تعالى: {قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا} وقال: {وَفَدَيْناهُ} فإن قلت: إبراهيم قد قضى ما كلف به، فما وجه الفداء؟ قلت: أن يوجد الصورة المأمور بها، وهي الذبح، وقال في ذكر الأنبياء: {إِنّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} وفي قصة إبراهيم كذلك، والمعنى أنه قد سبق ذكر {إِنّا كَذلِكَ} فأغنى ذكره عن إعادته.

{نَبِيًّا} حال مقدرة؛ كقوله: {فَادْخُلُوها خالِدِينَ} (١) فإن قلت: المبشر به هاهنا مفقود لم يوجد بعد، وقوله: {فَادْخُلُوها} المأمور بدخوله موجود؛ فيبعد تقدير ذكر الحال؛ لأن الحال حلية، وصاحب الحلية غير موجود؟

فجوابه: أنه لابد من تقدير مضاف محذوف، والتقدير: وبشرناه بوجود إسحاق مقدرا له النبوة؛ فيصير مثل قوله: {فَادْخُلُوها خالِدِينَ} {مِنَ الصّالِحِينَ} حال ثانية، وهو على سبيل الثناء؛ لأن كل نبي يكون من الصالحين.

{وَبارَكْنا عَلَيْهِ وَعَلى إِسْحاقَ} يعني: شملتهما نعمنا في الدنيا والآخرة.

{وَلَقَدْ مَنَنّا عَلى مُوسى وَهارُونَ (١١٤) وَنَجَّيْناهُما وَقَوْمَهُما مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (١١٥) وَنَصَرْناهُمْ فَكانُوا هُمُ الْغالِبِينَ (١١٦) وَآتَيْناهُمَا الْكِتابَ الْمُسْتَبِينَ (١١٧) وَهَدَيْناهُمَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ (١١٨) وَتَرَكْنا عَلَيْهِما فِي الْآخِرِينَ (١١٩) سَلامٌ عَلى مُوسى وَهارُونَ (١٢٠) إِنّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (١٢١) إِنَّهُما مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (١٢٢) وَإِنَّ إِلْياسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (١٢٣) إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ أَلا تَتَّقُونَ (١٢٤) أَتَدْعُونَ بَعْلاً وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخالِقِينَ (١٢٥) اللهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (١٢٦)}

{مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ} من الغرق أو من فرعون وظلمه لبني إسرائيل. {الْمُسْتَبِينَ} المستنير، قال الله تعالى: {إِنّا أَنْزَلْنَا التَّوْراةَ فِيها هُدىً وَنُورٌ} (٢) ومن جوز أن يكون لفظ التوراة عربيّا يقول: إنها مشتقة من وري الزند: إذا اقتدح نارا.


(١) سورة الزمر، الآية (٧٣).
(٢) سورة المائدة، الآية (٤٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>