للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذه الأحاديث سواء الضعيفة، أو الموضوعة، لا يجوز العمل بها ولا يعتقد ما فيها.

قال أبو محمد المقدسي - رحمه الله - (١): "ينبغي أن يُعلم أن ... الأحاديث الموضوعة التي وضعتها الزنادقة (٢) ليلبسوا بها على أهل الإسلام أو الأحاديث الضعيفة إمَّا لضعف رواتها أو جهالتهم أو لعلة فيها لا يجوز أن يقال بها ولا اعتقاد ما فيها بل وجودها كعدمها، وما وضعته الزنادقة فهو كقولهم الذي أضافوه إلى أنفسهم" (٣).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: "ولا يجوز الاعتماد على الأحاديث الضعيفة التي ليست صحيحة ولا حسنة" (٤).

وقال تلميذه ابن القيم - رحمه الله -: "ولم يحفظ عنه أنه كان يقول على وضوئه شيئًا غير التسمية، وكل حديث في أذكار الوضوء الذي يقال عليه فكذب مختلق، لم يقل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئًا منه، ولا علَّمه لأُمَّته ولم يثبت عنه غير التسمية في أوله" (٥)، وقال أيضًا: "وأحاديث الذكر على أعضاء الوضوء كلها باطله، ليس فيها شيءٌ يصح" (٦).


(١) هو موفق الدين، أبو محمد، عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة بن مقدم بن نصر المقدسي الجماعيلي، ثم الدمشقي الصالحي الحنبلي، له مؤلفات منها: المغني، مسألة العلو، توفي سنة ٦٢٠ هـ. ينظر: سير أعلام النبلاء ٢٢/ ١٦٦.
(٢) الزنادقة هم: الذين لا يؤمنون بالآخرة، ووحدانية الخالق، وتطلق الزندقة على القائلين بدوام الدهر، وقد كانت المانوية المزدكية تسمى الزنادقة أو الزنديقية، وأصل هذه الكلمة بالفارسية نسبة إلى (زند وبازند) وهما كتابان وضعهما المجوس في مصالح الدنيا وعمارة العالم. ينظر: المقالات والفرق، ص ٦٤، ١٩٣، بغية المرتاد، ص ٣٣٨، الإيمان، ص ٢٠٣، الرد على الرافضة، ص ١٣٤ - ١٣٥، لسان العرب ١٠/ ١٤٧ مادة (زندق).
(٣) ذم التأويل، ص ٤٧.
(٤) مجموع الفتاوى ١/ ٢٥٠.
(٥) زاد المعاد في هدي خير المعاد ١/ ١٩٥ - ١٩٦.
(٦) المنار المنيف، ص ١٢٠.

<<  <   >  >>