للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تعالى: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} (١)؛ لرؤيته للنبيَّ - صلى الله عليه وسلم - في المنام، فقال له: "يا علي، طَهِّر ثيابك من الدنس، تَحْظَ بمدد الله في كل نَفَس، فقلتُ: وما ثيابي يا رسول الله؟ فقال: إنَّ الله كساك حُلة المعرفة، ثم حُلة المحبة، ثم حُلة التوحيد، ثم حُلة الإيمان، ثم حُلة الإسلام، فمَن عرف الله صَغُر لديه كلُّ شيء، ومَن أحبَّ الله هان عليه كلُّ شيء، ومَن وحَّد الله لم يشرك به شيئًا، ومَن آمن بالله أَمِن من كل شيء، ومَن أسلم لله قلَّما يعصيه، وإن عصاه اعتذر إليه، وإذا اعتذر إليه قَبِل عُذره، قال: ففهمتُ حينئذٍ قوله تعالى: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} " (٢).

٤ - زعمه رؤيته للنبي - صلى الله عليه وسلم - لإثبات نسبه لآل البيت

قال ابن عجيبة: "ولقد رأيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - في مسجده المقدَّس فقال لي: أنت الفقيه ابن عجيبة؟ فقلتُ له: نعم أنا عبدكم أحمد ابن عجيبة في رؤيا طويلة، وقال لي: أنت ولدي حقًّا لا تشك" (٣).

٥ - أدلته على أنَّ الرؤى من مصادر التلقِّي

استدلَّ ابن عجيبة بأنَّ الرؤى مصدر من مصادر التلقِّي ببعض الأدلة، التي أوَّلها لتوافق عقيدتهم في الرؤى، كحديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: «الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوة» (٤) (٥).

وكذلك استدلَّ بقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا


(١) سورة المدثر: ٤.
(٢) البحر المديد ٧/ ١٧٤.
(٣) الفهرسة، ص ١٧.
(٤) أخرجه البخاري، كتاب التعبير، باب الرؤيا الصالحة، ٤/ ٢٩٦، رقم ٦٩٨٣.
(٥) الفهرسة، ص ١٩.

<<  <   >  >>