للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يتمثَّل بي» (١) (٢).

ويزعم عند استدلاله بذلك أنَّ إخبار النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام كإخباره في اليقظة بحجة أنَّ الشيطان لا يتمثَّل بالنبي - صلى الله عليه وسلم -.

وعند تأمل موقف ابن عجيبة من الرؤى المنامية نجد أنه لم يخرج عن موقف سائر الصوفية منها، وهذا لا يُسلَّم لهم لما في ذلك من المخالفات العقدية العظيمة.

والقول الحق الذي عليه أهل العلم أنَّ الرؤى ليست حجةً شرعية، وإنما يستأنس بها إن لم تخالف النصوص الشرعية.

قال عبد الرحمن المعلَّمي (٣): " ... اتفق أهل العلم على أنَّ الرؤيا لا تصلح للحجة، وإنما هي تبشير وتنبيه وتصلح للاستئناس بها إذا وافقت حجة شرعية صحيحة، كما ثبت عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه كان يقول بمتعة الحج لثبوتها عنده بالكتاب والسُّنَّة، فرأى بعض أصحابه رؤيا توافق ذلك فاستبشر ابن عباس - رضي الله عنهما - " (٤).


(١) أخرجه البخاري، كتاب التعبير، باب من رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام، ٤/ ٢٩٩، رقم ٦٩٩٤.
(٢) الفهرسة، ص ١٨ - ١٩.
(٣) عبد الرحمن بن يحيى بن علي بن أبي بكر المعلِّمي، يُنسب إلى بني المعلم من بلاد غنمة باليمن، ولد سنة ١٣١٣ هـ في اليمن، تنقَّل بين المدن اليمنية طالبًا للعلم، أثنى عليه عددٌ من أهل العلم مثل: الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ ووصفه بالعالم خادم الأحاديث النبوية، والشيخ محمد عبد الرزاق حمزة ومحمد حامد الفقي والألباني، وقال عنه الشيخ بكر أبو زيد: ذهبيُّ عصره العلَّامة المحقِّق، له مؤلفات منها: التنكيل بما في كتب الكوثري من الأباطيل، حقيقة التأويل والرَّد على المتصوفة القائلين بوحدة الوجود، مات في شهر صفر عام ١٣٨٦ هـ عن ٧٣ سنة. ينظر: الأعلام ٣/ ٣٤٢.
(٤) التنكيل ٢/ ٢٥٩.

<<  <   >  >>