للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويقول ابن حجر: "ظاهر الاستثناء أن الرؤيا نبوة، وليس كذلك لما تقدم أنَّ المراد تشبيه أمر الرؤيا بالنبوة، أو لأن جزء الشيء لا يستلزم ثبوت وصفه له، كمن قال: أشهد أن لا إله إلا الله رافعًا صوته لا يسمى مؤذنًا، ولا يقال: إنه أذن، وإن كانت جزءًا من الأذان، وكذا لو قرأ شيئًا من القرآن وهو قائم لا يسمى مصليًا وإن كانت القراءة جزءًا من الصلاة" (١).

وبعد هذه النقول يتضح أن ما قاله ابن عجيبة عار من الحقيقة، فإن أقوال العلماء السابقة تبين بطلان كلَّ ذلك.

وأما زعمه أنه أُعطي حق التصرف في الكون فهذه طامة وداهية كبرى؛ فإن التصرف في الكون حق لله - عز وجل - فمن زعم غير ذلك فقد جاء بإفك عظيم، وهذا كلُّه حدث نتيجة غلوهم في الولي حتى قال بعضهم: "إن الولي يُعْطَى قول: "كن وقال بعضهم: إنه لا يمتنع على الولي فعل ممكن، كما لا يمتنع على اللّه تعالى فعل محال ... وزاد ابن عربي: إن الولي لا يعزب عن قدرته شيءٌ من الممكنات، والذي لا يعزب عن قدرته شيء من الممكنات هو اللّه وحده، فهذا تصريحٌ منهم بأنَّ الولي مثل الله، إن لم يكن هو اللّه" (٢).

تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا.


(١) فتح الباري ١٢/ ٣٧٥.
(٢) مجموع الفتاوى، لابن تيمية ١٤/ ٣٦٤.

<<  <   >  >>