للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إذا بعدوا عنها وقد كانوا يقفون تلك المواقف العظام في مقابلة المشركين في القتال ويشتد البأس بهم ويظنون الظنون ومع هذا لم يستغث أحدٌ منهم بنبيٍّ ولا غيره من المخلوقين ... " (١).

٢ - تحليل الحرام

ذكر ابن عجيبة أنواع السحر، ثم قال ... وقد يكون كرامةً لولي أو تأييدًا لشاك كما وقع لفقير (٢)، شاور الشيخ في زيارة أمه فغطاه الشيخ بثوبه فرأى نفسه في بلد أمه فبقي عندها أربعة أشهر ثم أراد الرجوع فوجد نفسه عند الشيخ، وقد قرأ القارئ بعده خمسة عشر حزبًا (٣).

وهذه الحكايات اعتمد عليها بعض المتصوفة، فضلُّوا عن الحق، وأضلوا من بعدهم.

قال ابن خلدون: " ... وكثيرًا ما وقع للمؤرخين والمفسِّرين وأئمة النقل من المغالط في الحكايات والوقائع؛ لاعتمادهم فيها على مجرَّد النقل، غثًّا أو سمينًا، ولم يعرضوها على أصولها، ولا قاسوها بأشباهها ولا سبروها بمعيار الحكمة، فضلُّوا عن الحق، وتاهوا في بيداء الوهم والغلط" (٤)، والكذب ديدن كل من أراد نشر باطله، ويتفنن في صياغة حكايته.

ويقول ابن الحاج: "إنَّ كثيرًا من الناس يدَّعي الدين والصلاح وأنه أهل الوصول، ويأتي بحكايات من تقدَّم من الأكابر ويطرز بها كلامه وهو مع ذلك يشير


(١) الرد على البكري ١/ ٤٨٨.
(٢) يطلق على الصوفي.
(٣) ينظر: الفهرسة، ص ٩٠.
(٤) المقدمة، ص ٨.

<<  <   >  >>