للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الناس عن التصديق بالخرافات والأكاذيب المفتراة، وأعرف بالطرق التي يتبيَّن بها كذب الكاذبين وافتراء المفترين" (١).

والسحر كلُّه حرام، وهو من أكبر الكبائر بعد الشرك بالله - عز وجل - وعدَّه الرسول - صلى الله عليه وسلم - من السبع الموبقات، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا يا رسول الله: وما هن؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرَّم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات» (٢).

ومن السحر، ما يؤثِّر في جسم المسحور فيقتل أو يمرض فيفرِّق بين المرء وزوجه وبين الأحبَّة، وكلُّ ذلك بقضاء الله وقدره، ومنه ما هو تخييلي وليس له حقيقة وهو ما يُسمَّى بالسحر التخييلي، بحيث يظهر الأشياء أمام الناظر على غير حقيقتها، كما قال تعالى: {قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى} (٣).

والتصديق به ذنبٌ عظيم، وجرمٌ كبير، ولا يجوز للمسلم أن يستعمله، قال الله تعالى: {وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} (٤) (٥).

٣ - تفسيره الآيات عن طريق الحكايات

قال ابن عجيبة في قول الله - عز وجل -: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ} (٦)، "وقد


(١) التنبيهات اللطيفة فيما احتوت عليه الواسطية من المباحث المنيفة، ص ١٠٠ - ١٠١.
(٢) أخرجه مسلم، كتاب الإيمان، باب بيان الكبائر وأكبرها ١/ ٦٤، رقم ١٤٥.
(٣) سورة طه: ٦٦.
(٤) سورة البقرة: ١٠٢.
(٥) ينظر: محاضرات في العقيدة والدعوة ٣/ ٢٠١.
(٦) سورة الذاريات: ٢٢.

<<  <   >  >>