للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في تفرقها، والقيام بها هو محض العبودية والمعرفة، وإثبات التوحيد والشرع والقدر والحكمة" (١).

والسبب مقطوع به فمن أكل ليتغذى، أو شرب للري، أو لبس الدرع ليتحصن من العدو، لا يعتبر قدحًا في التوكل، بل أخذنا بالأسباب مأمورين به شرعًا، فنحن نتعبد الله بفعل السبب كما نتعبده بالتوكل (٢).

قال تعالى: {وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} (٣).

قال الشيخ السعدي في هذه الآية: "دلَّ هذا على وجوب التوكُّل، وعلى أنه بحسب إيمان العبد يكون توكله" (٤).

وقال تعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} (٥).

قال ابن تيمية: "فمدحوه سبحانه بأنه نعم الوكيل لما توكلوا عليه بقولهم (حسبنا الله)، أي كافينا الله لا يستحق المدح إن لم يجلب لمن توكل عليه منفعة ويدفع عنه مضرَّة، والله خير من توكل العباد عليه فهو نعم الوكيل يجلب لهم كل خير ويدفع عنهم كل شر" (٦).


(١) مدارج السالكين ١/ ٢٧٥.
(٢) ينظر: إكمال المعلم بفوائد مسلم ١/ ٦٠٢، بتصرُّف.
(٣) سورة المائدة: ٢٣.
(٤) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنَّان ١/ ٢٧٧.
(٥) سورة آل عمران: ١٧٣.
(٦) جامع المسائل، ص ٨٨.

<<  <   >  >>