للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الله معرفة العيان فهو من الأُمِّيين" (١)، وفسَّر قول الله تعالى: {وَلَا الضَّالِّينَ} (٢)، "هم الذين حبسهم الجهل والتقليد، فلم تنفذ بصائرهم إلى خالص التوحيد، فنكصوا عن توحيد العيان إلى توحيد الدليل والبرهان، وهو ضلال أهل الشهود والعيان، ولو بلغ في الصلاح غاية الإمكان" (٣).

والقول الذي عليه أهل السُّنَّة والجماعة أنَّ كل ما في الكون من آيات قولية وكونية، وسمعية دالة على ربوبيته الله - سبحانه وتعالى - ولا تعارض بينهما، قال ابن القيم: "والتعلق بها استدلالًا ونظرًا في آيات الرَّبِّ ليصل إلى الله - عز وجل - هو التوحيد والإيمان" (٤).

وقال أيضًا: "والمقصود: أنَّ الله سبحانه يشهد بما جعل آياته المخلوقة دالةً عليه، فإنَّ دلالتها إنما هي بخلقه وجعله، ويشهد بآياته القولية الكلامية المطابقة لما شهدت به آياته الخلقية، فتتطابق شهادة القول وشهادة الفعل، كما قال تعالى: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} (٥).

أي أن القرآن حق، فأخبر أنه يدلُّ بآياته الأفقية والنفسية على صدق آياته القولية الكلامية" (٦).


(١) البحر المديد ٦/ ١٤٨.
(٢) سورة الفاتحة: ٧.
(٣) البحر المديد ١/ ٦٧.
(٤) مدارج السالكين ٣/ ٥٢٤.
(٥) سورة فصلت: ٥٣.
(٦) مدارج السالكين ٣/ ٥٢٤.

<<  <   >  >>