للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الصفات المنفية: وهي التي نفاها الله - عز وجل - عن نفسه في كتابه أو لسان رسوله - صلى الله عليه وسلم - مع إثبات (١) كمال ضدِّها له تعالى.

وكما هو معلوم أنَّ النفي المحض ليس فيه مدحٌ ولا كمالٌ إلا إذا تضمَّن إثباتًا، وإلا فمجرَّد النفي ليس فيه مدحٌ ولا كمال؛ لأنَّ النَّفي المحض عدمٌ محض.

ولهذا كان عامة ما وصف الله - عز وجل - به نفسه من النَّفي متضمِّنًا لإثبات مدح كقوله: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ} (٢) فنفي السِّنَة والنوم يتضمَّن كمال الحياة والقيام (٣).

وتنقسم الصفات من حيث الدليل إلى قسمين:

١ - الصفات الخبرية، وهي التي دلَّ على ثبوتها الخبر عن الله - عز وجل - ورسوله ولا مجال للعقل في نفيها أو إثباتها (٤).

٢ - الصفات العقليَّة: هي التي دلَّ العقل (٥) عليها إضافةً إلى أنها ثابتة بدلالة الكتاب والسُّنَّة، فهي شرعيَّة عقليَّة، قال ابن تيمية - رحمه الله -: "فهي شرعيَّة؛ لأنَّ الشرع دلَّ عليها، وأرشد إليها، وهي عقليَّة؛ لأنها تُعلم صحتها بالعقل، ولا يقال إنها لم تُعلم إلا بمجرَّد الخبر، فإذا أخبر الله بالشيء ودلَّ عليه بالدلالات العقليَّة صار مدلولًا عليه بخبره ومدلولًا عليه بدليله العقلي الذي يُعلم به، فيصير ثابتًا بالسمع والعقل، وكلاهما داخلٌ في دلالة القرآن التي تُسمَّى (الدلالة الشرعية) " (٦).


(١) ينظر: بدائع الفوائد ١/ ١٦٦.
(٢) سورة البقرة: ٢٥٥.
(٣) ينظر: التدمرية، ص ٥٧ - ٥٨.
(٤) ينظر: بيان تلبيس الجهمية ١/ ٧٥ - ٨٧، الصفات الإلهية، لمحمد أمان الجامي، ص ٢٠٧، والتبصير في معالم الدين، ص ١٣٢.
(٥) العقل الموافق للشرع.
(٦) مجموع الفتاوى ٦/ ٧١ - ٧٢.

<<  <   >  >>