للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال أيضًا: "والمقصود هنا أنَّ من صفات الله تعالى ما قد يُعلم بالعقل، كما يُعلم أنه عالم، وأنه قادرٌ، وأنه حيٌّ، كما أرشد إلى ذلك قول الله تعالى: {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} (١).

وقد اتفق النُّظَّار من مثبتة الصفات على أنه يُعلم بالعقل -عند المحققين- أنَّه حيٌّ، عليمٌّ قدير، مريدٌّ، وكذلك السَّمع والبصر والكلام يثبت بالعقل عند المحققين منهم، بل وكذلك الحبُّ والرِّضا، والغضب يمكن إثباته بالعقل، وكذلك علوه على المخلوقات ومباينته لها مما يُعلم بالعقل، كما أثبتته الأئمة مثل: أحمد بن حنبل وغيره" (٢).

وقسَّم العلماء الصفات الفعلية من جهة تعلُّقها بمتعلقها إلى قسمين (٣):

١ - متعدية: وهي ما تعدَّت لمفعولها بلا حرف جرَّ مثل: خلق، ورزق، وهدى، وأضلَّ، ونحوها.

٢ - لازمة: وهي ما تتعدَّى لمفعولها بحرف جر كالاستواء والمجيء والإتيان والنزول ونحوها.

والقولُ السابقُ أصلُه عند ابن تيمية - رحمه الله - فقد قسَّمها هذا التقسيم بقوله: "القول الثابت: إثبات الفعلين اللازم والمتعدي كما دلَّ عليه القرآن فنقول: إنه كما أخبر عن نفسه: أنَّه خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش، وهو قول السلف، وأئمة السُّنَّة" (٤).


(١) سورة الملك: ١٤.
(٢) التدمرية، ص ١٤٩ - ١٥٠.
(٣) الصفات الإلهية تعريفها وأقسامها، ص ٦٦.
(٤) مجموع الفتاوى ٨/ ١٤.

<<  <   >  >>