للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تعني عثمان - رضي الله عنه -، ولكن علم الله من فوق عرشه أنِّي لم أحبّ قتله» (١).

٣ - قول عمر - رضي الله عنه -: عن أبي يزيد المديني قال: «لقيت امرأةٌ عمر يقال لها: خولة بن ثعلبة -وهو يسير مع الناس- فاستوقفته فوقف لها، ودنا منها، وأصغى إليها رأسه حتى قضى حاجتها وانصرفت، فقال له رجل: يا أمير المؤمنين حبست رجالات قريش على هذه العجوز، فقال: ويلك وهل تدري من هذه؟ قال: لا، قال: هذه امرأةٌ سمع الله شكواها من فوق سبع سماوات، هذه خولة بنت ثعلبة، والله لو لم تنصرف عنِّي إلى الليل ما انصرفت عنها حتى تقضي حاجتها، إلا أن تحضر صلاةٌ فأصليها، ثم أرجعُ إليها حتى تقضي حاجتها» (٢).

صفة الوجه:

أوَّل ابن عجيبة هذه الصفة، فقال في تفسيره لقول الله تعالى: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} (٣) أي: ذاته المقدَّسة" (٤).

وصفة الوجه من الصفات الذاتيَّة الخبريَّة التي دلَّ على ثبوتها الكتاب والسُّنَّة، وتلقَّاها سلف الأُمَّة بالقبول والتسليم، ولم يتأولوها بل أمرُّوها كما جاءت من غير تحريفٍ ولا تمثيلٍ ولا تكييف، أمَّا الأشاعرة فهذا دأبهم في تأويل الصفات الخبرية، فلقد أوَّلوها بالذات كما ذكر ابن عجيبة، وكذلك أوَّلوها (بالثواب والجزاء) (٥)، وأوَّلوها (بالقبلة، والوجود، والرحمة (٦)) وغير ذلك من التأويلات الباطلة التي لم ترد لا في كتابٍ ولا سنَّةٍ ولا لغة العرب.


(١) أخرجه الدارمي في الرَّد على الجهمية، ص ٥٧.
(٢) أخرجه الدارمي في الرَّد على الجهمية، ص ٥٣ - ٥٤.
(٣) سورة الرحمن: ٢٧.
(٤) البحر المديد ٧/ ٢٧٣.
(٥) ينظر: تفسير النسفي ٤/ ٣١٨، والبحر المحيط، لأبي حيان ٤/ ١٣٦.
(٦) الإرشاد، للجويني، ص ١٤٧ - ١٤٨، والأسماء والصفات، للبيهقي ٢/ ٨٩ - ٩٠.

<<  <   >  >>