للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ربِّهم إلا رداء الكبرياء على وجه في جنَّة عدن» (١).

٣ - وعن أبي مسعود الأنصاري - رضي الله عنه - قال: كنتُ أضربُ غلامًا لي فسمعت من خلفي صوتًا: «اعلم أبا مسعود، الله أقدر عليك منك عليه» فالتفت فإذا هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلتُ: يا رسول الله: هو حرٌّ لوجه الله، فقال: «أما لو لم تفعل، للفحتك النار، أو لمستك النار» (٢).

ثالثًا: الإجماع

ردّ الإمام الدارمي على من أنكر صفة الوجه لله - عز وجل - بقوله: "ولولا كثرة من يستنكر الحق ويستحسن الباطل ما اشتغلنا كلَّ هذا الاشتغال بتثبيت وجه الله ذي الجلال والإكرام، ولو لم يكن فيه إلا اجتماع الكلمة من العالمين: أعوذ بوجه الله العظيم وأعوذ بوجهك يا رب، وجاهدت ابتغاء وجه الله وأعتقت لوجه الله لكان كافيًا مما ذكرنا، إذ عقله النساء والصبيان والبر والفاجر والعربي والعجمي غير هذه العصابة الزائغة الملحدة في أسماء الله المعطلة لوجه الله ولجميع صفاته - عز وجل - " (٣).

وقال ابن خزيمة (٤): "نحن نقول وعلماؤنا جميعًا في جميع الأقطار: إنَّ لمعبودنا - عز وجل - وجهًا كما أعلمنا الله في محكم تنزيله فذوَّاه -أي وصفه بذو- بالجلال والإكرام، وحكم له بالبقاء ونفي عنه الهلاك، ونقول: إنَّ لوجه ربنا - عز وجل - من النور والضياء والبهاء ما لو كشف حجابه لأحرقت سبحات


(١) أخرجه البخاري، كتاب التفسير، باب قوله: {وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ} ١٢/ ١٦٩، رقم ٤٨٧٨.
(٢) أخرجه مسلم، كتاب الإيمان، باب صحبة المماليك وكفَّارة من لطم عبده ٥/ ٩٢، رقم ٤٣٩٨.
(٣) نقض الدارمي على المرِّيسي ٢/ ٧٢٣ - ٧٢٤.
(٤) محمد بن إسحاق بن خزيمة النيسابوري السلمي، الشافعي، ولد سنة ٢٢٢ هـ، وقيل ٢٣، توفي سنة ٣١١ هـ. ينظر: سير أعلام النبلاء ١٤/ ٣٦٥، شذرات الذهب ٢/ ٢٦٢.

<<  <   >  >>