للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢ - الدعاء

تعريف الدعاء لغةً:

الدعاء مصدر الفعل دعا، قال ابن منظور: "دعا الرَّجُلُ دعوًا ودعاءً: ناداه، والاسم الدعوة، ودعوت فلانًا: أصحْتُ به واستدعيته" (١)، و"دَعاهُ دُعاءً ودعوى، حكاه سيبويه (٢) في المصادر التي آخرها ألف التأنيث" (٣)، "والدعاء واحدُ الأدعية، وأصله دعاو؛ لأنه من دعوت، إلا أنَّ الواو لمَّا جاءت بعد الألف هُمِزَت" (٤).

تعريف الدعاء في الشرع:

قال ابن القيم: "هو طلب ما ينفع الداعي، وطلب كشف ما يضرُّه أو دفعه" (٥).

وقال الخطابي (٦): "ومعنى الدُّعاء: استدعاء العبد ربَّه - عز وجل - العناية، واستمداده إيَّاه المعونة، وحقيقته: إظهار الافتقار إليه، والتبرؤ من الحول والقوَّة، وهو


(١) لسان العرب ١٤/ ٢٥٨.
(٢) هو أبو بشر، عمرو بن عثمان بن قنبر، الفارسي المعروف بسيبويه، إمام أهل النحو وحجة العربية، طلب الفقه والحديث مدة، ثم أقبل على العربية، فبرع وساد أهل العصر، وسُمِّي سيبويه؛ لأنَّ وجنتيه كانتا كالتفاحة كما قال إبراهيم الحربي، توفي سنة ١٨٠ هـ. ينظر: سير أعلام النبلاء ٨/ ٣١١ - ٣١٢، تاريخ بغداد ١٢/ ١٩٥، وفيات الأعيان ١/ ٤٨٧ - ٤٨٨.
(٣) لسان العرب ١٤/ ٢٥٧.
(٤) المرجع نفسه ١٤/ ٢٥٧.
(٥) بدائع الفوائد ٣/ ٢.
(٦) هو أبو سليمان، حمد بن محمد بن إبراهيم بن الخطاب البستي، ولد سنة بضع عشرة وثلاث مئة، سمع من أبي علي الصفَّار، وأبي جعفر الرزاز، وغيرهما، وروى عنه الحاكم أبو عبد الله ابن الربيع النيسابوري، وعبد الغفار بن محمد الفارسي، له تصانيف عدة منها: غريب الحديث، معالم السنن في شرح سنن أبي داود، أعلام السنن في شرح البخاري، شأن الدعاء، كانت وفاته ببست في شهر ربيع الآخر سنة ٣٨٨ هـ. ينظر: وفيات الأعيان ٢/ ٢١٤.

<<  <   >  >>