للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وسَمَّى الله - عز وجل - جبريل - عليه السلام - بالرُّوح؛ لأنَّه حامل الوحي الذي به حياة القلوب إلى الرُّسل من البشر (١).

وقد ثبت اسم جبريل وميكائيل في القرآن والسُّنَّة.

قال تعالى: {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ} (٢).

وعن سمُرة بن جندب - رضي الله عنه - قال، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «رأيت الليلة رجلين أتياني فقالا: الذي يوقد النَّار مالكٌ خازنُ النَّار، وأنا جبريل، وهذا ميكائيل» (٣).

أما إسرافيل فقد ورد اسمه في السُّنَّة ولم يرد في القرآن، فعن عائشة - رضي الله عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا قام من اللَّيل يُصلِّي يقول: «اللَّهمَّ رب جبريل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختُلف فيه من الحق بإذنك إنَّك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم» (٤).

وأما ما ذكره ابن عجيبة من تسميتهم (روحانيين)؛ فإنَّ هذه التسمية لم ترد لا في الكتابِ ولا في السُّنَّة، وإنما ذكرها بعض العلماء، قال ابن الأثير (٥): "الروحانيون


(١) ينظر: شرح العقيدة الطحاوية، ص ٣٣٧.
(٢) سورة البقرة: ٩٨.
(٣) أخرجه البخاري، كتاب بدء الخلق، باب ذكر الملائكة، ٦/ ٣١٣، رقم ١٣٨٦.
(٤) أخرجه مسلم، كتاب صلاة المسافرين، باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه، ١/ ٥٣٤، رقم ١٨٤٧.
(٥) هو مبارك بن محمد بن محمد بن عبد الكريم، مجد الدين أبو السعادات ابن الأثير الشيباني الجزري، المحدث، ولد سنة ٥٤٤ هـ، وتوفي سنة ٦٠٦ هـ. ينظر: السير ٢١/ ٤٨٨، وفيان الأعيان ٤/ ١٤١ - ١٤٣، البداية والنهاية ١٧/ ٨ - ٩.

<<  <   >  >>