للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإسرافيل، ومالك، ورضوان، ومنكرٌ ونكير، فهذه هي الأسماء الثابتة فيمن يتولَّون أعمال العباد ...

وملك الموت لا يُسمى عزرائيل؛ لأنه لم يثبت عن الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وهذا من الأمور الغيبية التي يتوقَّف إثباتُها ونفيها على ما ورد به الشرع.

ثم إنَّ مَلَك الموت له أعوان يعينونه على إخراج الرُّوح من الجسد حتى يوصلوها إلى الحلقوم، فإذا أوصلوها إلى الحلقوم قبضها مَلَك الموت، وقد أضاف الله تعالى الوفاة إلى نفسه، وإلى رسله أي: الملائكة، وإلى مَلَك واحد، فقال الله تعالى: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (١).

وأضافها إلى ملك واحد في قوله تعالى: {قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ} (٢).

وإلى الملائكة في قوله: {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ} (٣).

ولا معارضة بين هذه الآيات، فأضافه الله إلى نفسه؛ لأنه واقعٌ بأمره، وأضافه إلى الملائكة؛ لأنهم أعوانٌ لملك الموت، وأضافه إلى ملك الموت؛ لأنه هو الذي تولَّى قبضها من البدن" (٤).

وقال ابن حبان - رحمه الله -: "إنَّ الله - عز وجل - أرسل ملك الموت إلى موسى رسالة ابتلاء واختبار، وأمره أن يقول له: أجب ربك أمر اختبار وابتلاء لا أمرًا يريد الله - عز وجل - إمضاءه كما أمر خليله صلى الله على نبيِّنا وعليه بذبح ابنه أمر اختبار


(١) سورة الزمر: ٤٢.
(٢) سورة السجدة: ١١.
(٣) سورة الأنعام: ٦١.
(٤) الشرح الممتع على زاد المستقنع ٥/ ٢٤٥.

<<  <   >  >>