للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

السَّاعة؛ لأنَّ ظهوره من أشراطها ونزوله إلى الأرض دليلٌ على فناء الدنيا، وإقبال الآخرة" (١).

وقال القرطبي - رحمه الله -: وإنه {لعَلَمٌ للسَّاعة} (بفتح العين واللام) أي: أمارة، أي علامة وأمارة على قيام الساعة، وهذه القراءة مرويَّة عن ابن عباس ومجاهد وغيرهما من أئمة الحديث (٢).

وقال تعالى: {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا} (٣).

قال ابن جرير الطبري - رحمه الله -: "ذلك عند نزول عيسى ابن مريم - عليه السلام -، لا يبقى أحدٌ من أهل الكتاب إلا ليؤمننَّ به" (٤).

ويقول الشيخ السعدي - رحمه الله -: "ويحتمل أنَّ الضمير في قوله: {قَبْلَ مَوْتِهِ} راجع إلى عيسى - عليه السلام -، فيكون المعنى: وما من أحد من أهل الكتاب إلا ليؤمنن بالمسيح - عليه السلام - قبل موت المسيح، وذلك يكون عند اقتراب السَّاعة وظهور علاماتها الكبار" (٥).

وقال تعالى: {فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا} (٦).


(١) جامع البيان في تأويل القرآن ٢١/ ٦٣١.
(٢) تفسير القرطبي ١٦/ ١٠٥.
(٣) سورة النساء: ١٥٩.
(٤) جامع البيان في تأويل القرآن ٦/ ١٨.
(٥) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ١/ ٢١٣.
(٦) سورة محمد: ٤.

<<  <   >  >>