للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أمورنا إليهم، فيشفعون لنا إلى خالقنا وخالقهم، ورازقنا ورازقهم، وهذا التطهير والتهذيب ليس يحصل إلا باكتسابنا ورياضتنا وفطامنا أنفسنا عن دنيَّات الشهوات، باستمداد من جهة الروحانيات، والاستمداد هو التضرُّع والابتهال بالدعوات، وإقامة الصلوات، وبذل الزكوات، والصيام عن المطعومات والمشروبات، وتقريب القرابين والذبائح، وتبخير البخورات، وتعزيم العزائم، فيحصل لنفوسنا استعداد واستمداد من غير واسطة، بل يكون حكمنا وحكم من يدعي الوحي على وتيرة واحدة" (١).

٣ - عدم النَّظر لحقيقة الإيمان من حيث إنه يزيد وينقص بل نظر لمتعلقه من الأشخاص، والأولى أن يقرر ما قرَّره أئمَّة أهل السُّنَّة والجماعة في زيادة الإيمان ونقصانه.

٤ - لا يُسلَّم له قوله: (لتيقُّظهم وكمال توحيدهم)؛ لأنهم ليسوا معصومين بل تقع منهم المعصية ولا يكونون مع هذا في كمال توحيدهم، وإن كانوا من أولياء الله الصالحين، فلا عصمة مكفولة لهم من ربِّ العالمين، فالخطأ والميل إلى الهوى عليهم وارد.

ثم إنه جعل الأولياء أفضل من الأنبياء، والمقرَّر عند سلف الأُمَّة وخَلَفِها من أهل السُّنَّة والجماعة أنَّ الأنبياء أفضل من الأولياء، وأنه لا يجوز تفضيل أحدٌ من الأولياء على أحدٍ من الأنبياء (٢).

قال الطحاوي - رحمه الله -: "ولا نُفضِّل أحدًا من الأولياء على أَحَدٍ من الأنبياء -عليهم السَّلام- ونقول: نبيٌّ واحدٌ أفضلُ من جميع الأولياء" (٣).


(١) الملل والنحل ٢/ ٦٤.
(٢) ينظر: الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان، ص ١٨٦.
(٣) العقيدة الطحاوية ٢/ ٧٤١.

<<  <   >  >>