للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (١)»، (٢).

ولا حلاوة للإيمان إلا باتباع هدي محمد - صلى الله عليه وسلم - ومحبته وتقديم قوله على قول كل أحد، قَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاوَةَ الإيمَانِ: أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لا يُحِبُّهُ إِلا لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ» (٣).

وكل قول لا يوزن بميزان الشرع فهو مردود على صاحبه قال - عز وجل -: {وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ} (٤)، قال ابن كثير (٥) في تفسير الآية: "لو أجابهم الله - عز وجل - إلى ما في أنفسهم من الهوى، وشرع الأمور على وفق ذلك لفسدت السموات والأرض ومن فيهن" (٦).

وقال تعالى الله - عز وجل -: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (٧)، "فتوزن الأقوال والأعمال بأقواله وأعماله، فما وافق ذلك قُبل، وما


(١) سورة الأنعام: ١٥٣.
(٢) أخرجه أحمد في المسند ١/ ٤٣٥ - ٤٦٥، والطيالسي في المسند ٢٤٤، والدارمي في السنن ١/ ٦٧، والنسائي في السنن الكبرى ١١١٧٤، وابن حبان في صحيحه ٦ - ٧، والحاكم في المستدرك ٢/ ٣١٨، وقال: هذا حديثٌ صحيحُ الإسناد، وحسَّنه الألباني في تحقيقه لكتاب مشكاة المصابيح ١/ ٨٥، رقم ١٦٦.
(٣) أخرجه البخاري، كتاب الإيمان، باب حلاوة الإيمان ١/ ٢٢، رقم ١٦.
(٤) سورة المؤمنون: ٧١.
(٥) هو: أبو الفداء، عماد الدين، إسماعيل بن عمر بن كثير بن ضوء القرشي البصروي، ثم الدمشقي الفقيه الشافعي، ولد سنة ٧٠١ هـ، حفظ القرآن، وبرع في التفسير، له عناية بالرِّجَال، والمتون، والتفقُّه، ومن مصنفاته: أحكام التنبيه، اختصار علوم الحديث، تفسير ابن كثير، توفي سنة ٧٧٤ هـ. ينظر: الدرر الكامنة ١/ ٤٠٠، النجوم الزاهرة ١١/ ١٢٣.
(٦) تفسير القرآن العظيم ٣/ ٢٥٠.
(٧) سورة النور: ٦٣.

<<  <   >  >>