للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أمَّا التعريفات الموافقة للكتاب والسُّنَّة فهي التي بيَّنها العلماء المحققون.

قال ابن تيمية - رحمه الله -: "والولايةُ: ضدُّ العداوة، وأصل الولاية: المحبَّة والقرب، وأصل العداوة: البغض والبعد" (١).

وقال الشوكاني: "والولايةُ: ضدُّ العداوة، وأصل الولاية: المحبَّة والتقرُّب كما ذكره أهل اللغة، وأصل العداوة: البغض والبعد" (٢).

وعرَّف ابن تيمية الولي بقوله: "من الوَلْيِ وهو القرب، كما أنَّ العَدُوَّ من العدو وهو البعد، فولي من والاه بالموافقة له في محبوباته، ومرضياته، وتقرب إليه بما أمر به من طاعاته" (٣).

وقال أيضًا: "أولياء الله تعالى هم الذين آمنوا به ووالوه، فأحبُّوا ما يحب، وأبغضوا ما يبغض" (٤).

وأما تعريفات ابن عجيبة وغيره فقد جعلت أعداء الإسلام يعتقدون أن هذا هو الولي عند المسلمين (٥)، ومفادها الفناء والبقاء، والوصول إلى الحلول والاتحاد.

قال ابن عجيبة: "الفناء أن تبدو لك العظمة فتنسيك كلَّ شيءٍ وتغيبك عن كلِّ شيءٍ سوى الواحد الذي ليس كمثله شيء وليس معه شيء، أو تقول: هو شهود حق بلا خلق كما أنَّ البقاء هو شهود خلق بحق" (٦).


(١) الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان، ص ٩.
(٢) قطر الولي على حديث الولي، ص ٢٢٣.
(٣) الرسائل والمسائل ١/ ١٥٠.
(٤) الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان، ص ١٦.
(٥) قال المستشرق نيكولسن: "يطلق المسلمون اسم الولي على الرجل الذي وصل إلى مقام الفناء في ذاته وإرادته وبقي بالإرادة الإلهية"، وهذا المعنى عند المتصوفة، ولا يعتقده أهل السُّنَّة والجماعة. ينظر: في التصوف الإسلامي وتاريخه، ص ١٥٧.
(٦) إيقاظ الهمم، ص ٢٩٩، ١٢٥ - ١٢٦.

<<  <   >  >>