للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكرامات أولياء الله تعالى أعظم من هذه الأمور، وهذه الأمور الخارقة للعادة وإن كان قد يكون صاحبها وليًّا لله - عز وجل - فقد يكون عدوًّا لله - عز وجل -؛ فإنَّ هذه الخوارق تكون لكثير من الكفَّار والمشركين وأهل الكتاب والمنافقين وتكون لأهل البدع وتكون من الشياطين فلا يجوز أن يظن أنَّ كلَّ من كان له شيءٌ من هذه الأمور أنه ولي لله؛ بل يعتبر أولياء الله بصفاتهم وأفعالهم وأحوالهم التي دلَّ عليها الكتاب والسُّنَّة ويعرفون بنور الإيمان والقرآن وبحقائق الإيمان الباطنة وشرائع الإسلام الظاهرة" (١).

وقال الشيخ النجمي - رحمه الله - (٢): "إنَّ من يعتقد عقيدة الصوفية المارقة أصحاب وحدة الوجود الذين يجعلون للمخلوق صفات الخالق، فإنه يعتبر قد أشرك بالله شركًا أكبر، وخرج من الإسلام بإعطائه للمخلوق صفات الخالق جلَّ شأنه وعزَّ سلطانه وتعالت صفاته" (٣).

ويقول أيضًا ": إنَّ من قاس الله - عز وجل - بخلقه فقد تنقَّصه وشبَّهه، لذلك فهو جدير بأن يحبس ويضرب ويستتاب؛ لأنه لم يؤمن بهيمنة الله - عز وجل - على عباده، وعلمه الشامل وقدرته النافذة" (٤).


(١) مجموع الفتاوى ١١/ ٢١٣.
(٢) هو: الشيخ أحمد بن يحيى بن محمد بن شبير النجمي آل شبير من بني حُمّد، إحدى القبائل المشهورة بمنطقة جازان، كان مفتي منطقة جنوب السعودية، ولد بقرية النجامية في ٢٢ شوال عام ١٣٤٦ هـ، من مشايخه: الشيخ عبد الله القرعاوي، والشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، والشيخ ابن باز، والشيخ حافظ حكمي - رحمهم الله -، ومن مؤلفاته: أوضح الإشارة في الرد على من أجاز الممنوع من الزيارة، رسالة في حكم الجهر بالبسملة، توفي عام ١٤٢٩ هـ. ينظر: المورد العذب الزلال، ص ٤ - ٥.
(٣) رد على صوفي، ص ٢٣.
(٤) أوضح الإشارة في الرد على من أجاز الممنوع من الزيارة، ص ٢٧٩.

<<  <   >  >>