للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يَتَّقُونَ} (١) فكلُّ من كان مؤمنًا تقيًّا كان لله وليًّا.

وفي الحديث الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «يقول الله تعالى: من عادى لي وليًّا فقد بارزني بالمحاربة، وما تقرَّب إليَّ عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه، ولا يزال عبدي يتقرَّب إليَّ بالنوافل حتى أُحبَّه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، فبي يسمع، وبي يبصر، وبي يبطش، وبي يمشي، ولئن سألني لأعطينَّه، ولئن استعاذني لأعيذنَّه، وما ترددت في شيءٍ أنا فاعله ترددي في قبض نفس عبدي المؤمن، يكره الموت وأكره مساءته، ولا بدَّ له منه» (٢).

ودين الإسلام مبنيٌّ على أصلين، على أن لا نعبد إلا الله، وأن نعبده بما شرع، لا نعبده بالبدع، قال تعالى: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} (٣).

فالعمل الصالح ما أحبَّه الله ورسوله، وهو المشروع المسنون" (٤)، وقال الطبري - رحمه الله -: "والصواب من القول في ذلك أن يقال: الوليُّ هو من كان بالصفة التي وصفه الله بها وهو الذي آمن واتقى كما قال: {الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} (٥) (٦).

ويقول الألوسي: "وأحسن ما يعتمد عليه في معرفة الولاية اتباع الشريعة الغرَّاء،


(١) سورة يونس: ٦٢ - ٦٣.
(٢) أخرجه البخاري، كتاب الرقاق، باب التواضع، ٤/ ١٩٢، رقم ٦٥٠٢.
(٣) سورة الكهف: ١١٠
(٤) الفتاوى الكبرى ١/ ٢٠٦.
(٥) سورة يونس: ٦٣.
(٦) جامع البيان في تأويل القرآن ١٥/ ١٢٣.

<<  <   >  >>