للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من دار عليه أمر من أمور الدين أو الدنيا باطنًا أو ظاهرًا فهو قطب ذلك الأمر ومداره سواء كان الدائر عليه أمر داره أو دربه أو قريته أو مدينته أمر دينها أو دنياها باطنًا أو ظاهرا، ولا اختصاص لهذا المعنى بسبعة ولا أقل ولا أكثر؛ لكن الممدوح من ذلك من كان مدارًا لصلاح الدنيا والدين دون مجرد صلاح الدنيا، فهذا هو القطب في عرفهم فقد يتفق في بعض الأعصار أن يكون شخص أفضل أهل عصره وقد يتفق في عصر آخر أن يتكافأ اثنان أو ثلاثة في الفضل عند الله سواء ولا يجب أن يكون في كل زمان شخص واحد هو أفضل الخلق عند الله مطلقًا" (١).

"ولفظ (النقباء) ذكر في الكتاب والسُّنَّة بالمعنى الذي ذكره الله تعالى في قوله: {وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا} (٢)، وجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - للأنصار اثني عشر نقيبًا على عدد نقباء موسى، وكذلك الخلفاء الراشدون كانوا يُعرِّفون العُرَفاء وينقِّبون النُّقباء، ليُعرِّفوهم بأخبار الناس وينقِّبوا عن أحوالهم، فهؤلاء هم النُّقباء المعروفون في الكتاب والسُّنَّة، وإطلاق هذا اللَّفظ على أولياء الله ليس له أصل في كلام السَّلف" (٣).

الوجه الخامس: قد يقول قائل وردت هذه الأسماء على لسان السلف أو أهل العلم المتأخرين بقولهم: فلان من الأبدال، فعند ترجمة فروة بن مجالد (٤)، قيل عنه: "وكانوا لا يشكون أنه من الأبدال" (٥).


(١) مجموع الفتاوى ١١/ ٤٤٠.
(٢) سورة المائدة: ١٢.
(٣) جامع المسائل ٢/ ٤٢.
(٤) فروة بن مجالد، تابعيٌّ روى عنه حسَّان بن عطية، مولى لخم من فسلطين، روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلًا، قال ابن حجر: وكان مستجاب الدعوة يعد في الأبدال. ينظر: الإصابة ٥/ ٣٩٦.
(٥) تهذيب التهذيب ٨/ ٢٦٤، التاريخ الكبير ٧/ ١٢٧.

<<  <   >  >>