للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هذا ما ذكروه في الإسرائيليات ليس له إسناد معروف عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ومعناه وسع قلبه محبتي ومعرفتي، وما يروى: «القلبُ بيتُ الرَّب» هذا من جنس الأول؛ فإنَّ القلب بيت الإيمان بالله - عز وجل - ومعرفته ومحبته" (١).

ويقول - رحمه الله - رادًّا على من يختلق الأحاديث المكذوبة: "وكذلك مما حرَّمه الله تعالى أن يقول الرَّجل على الله ما لا يعلم مثل أن يروي عن الله ورسوله أحاديث يجزم بها وهو لا يعلم صحَّتها، أو يصف الله بصفات لم ينزل بها كتاب من الله ولا أثارة من علم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، سواء كانت من صفات النفي والتعطيل ... أو كانت من صفات الإثبات والتمثيل، مثل من يزعم أنه يمشي في الأرض، أو يجالس الخلق ... أو أنه سار في مخلوقاته إلى غير ذلك من أنواع الفرية على الله - عز وجل - " (٢).

وقال في موضع آخر: "وهؤلاء أقوالهم فيها تناقضٌ وفساد، وهي لا تخرج عن وحدة الوجود والحلول أو الاتحاد، وهم يقولون بالحلول المطلق والوحدة المطلقة والاتحاد المطلق؛ بخلاف من يقول بالمعيَّن كالنصارى والغالية من الشيعة، ولهذا يقولون: إنَّ النصارى إنما كان خطؤهم في التخصيص، وكذلك يقولون في المشركين عُبَّاد الأصنام إنما كان خطؤهم لأنهم اقتصروا على بعض المظاهر دون بعض، وهم يجوزون الشرك وعبادة الأصنام مطلقًا على وجه الإطلاق والعموم، ولا ريب أنَّ في قول هؤلاء من الكفر والضلال ما هو أعظم من كفر اليهود والنصارى" (٣).

ويقول أيضًا عنهم: "وهؤلاء يفرون من لفظ الحلول؛ لأنه يقتضي حالًا ومحلًّا، ومن لفظ الاتحاد؛ لأنه يقتضي شيئين اتحد أحدهما بالآخر، وعندهم الوجود واحد


(١) مجموع الفتاوى ١٨/ ١٢٢.
(٢) المرجع نفسه ٣/ ٤٢٥.
(٣) نفسه ٢/ ٢٩٦.

<<  <   >  >>