للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقد حكى القاضي عياض - رحمه الله - إجماع المسلمين على كفر "من ادعى مجالسة الله والعروج إليه ومكالمته أو حلوله في أحد الأشخاص، كقول بعض المتصوفة والباطنية والنصارى والقرامطة " (١).

ويقول عز الدين بن عبد السلام - رحمه الله - (٢): "من زعم أنَّ الإله يحلُّ في شيءٍ من أجساد الناس أو غيرهم فهو كافر" (٣).

"وسئل والد الشيخ محمد الرملي (٤) عن القائل بوحدة الوجود، فقال: يقتل هذا المرتد وترمى جيفته للكلاب؛ لأن قوله هذا لا يقبل تأويلًا، وكفره أشدُّ من كفر اليهود والنصارى" (٥).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: "وإذا كان عندهم أن المرئي بالعين هو الله فهذا كفرٌ صريحٌ باتفاق المسلمين ... ولا سيما إذا قيل: ظهر فيها وتجلَّى؛ فإنَّ اللفظ يصير مشتركًا بين أن تكون ذاته فيها أو تكون قد صارت بمنزلة المرآة التي يظهر فيها مثال المرئي، وكلاهما باطل، فإن ذات الله ليست في المخلوقات، ولا في نفس ذاته ترى المخلوقات كما يرى المرئي في المرآة" (٦).

وقال الذهبي - رحمه الله -: "من طالع كتب هؤلاء علم علمًا ضروريًّا بأنهم اتحادية


(١) الشفا ٢/ ٦٠٦.
(٢) هو: العز بن عبد السلام بن أبي القاسم السلمي الدمشقي، فقيهٌ شافعيٌّ مجتهد، ولد سنة ٥٧٧ هـ، وتوفي بمصر يوم الاثنين ٢٥ جمادى الأولى، سنة ٦٦٠ هـ. ينظر: النجوم الزاهرة ٧/ ٢٠٨، الذيل على الروضتين، ص ٢١٦.
(٣) نقلًا من كتاب الحاوي، للسيوطي ٢/ ٢٤١.
(٤) هو: شهاب الدين أحمد بن أحمد بن حمزة الرملي الأنصاري، الشافعي، تلميذ القاضي زكريا، توفي في مصر سنة ٩٥٧ هـ. ينظر: الكواكب السائرة بأعيان المائة العاشرة ٣/ ١٠١، الأعلام ١/ ١٢٠.
(٥) الكشف عن حقيقة الصوفية، ص ٧٩.
(٦) مجموعة الرسائل والمسائل ٤/ ٢٩.

<<  <   >  >>