للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مارقة من الدين" (١).

وقال ابن القيم - رحمه الله -: "أعظم الخلق كفرًا وضلالًا من زعم أن ربه نفس وجود هذه الموجودات، وأن عين وجوده فاض عليها فاكتسبت عين وجوده، فاتخذت حجابًا من أعيانها، واكتسبت جلبابًا من وجوده، ولبَّس عليهم ما لبَّسوه على ضعفاء العقول والبصائر من عدم التفرقة بين وجود الحق سبحانه وإيجاده، وأن إيجاده هو الذي فاض عليها، وهو الذي اكتسته، وأمَّا وجوده فمختصٌّ به لا يشاركه فيه غيره، كما هو مختصٌّ بماهيته وصفاته، فهو بائن عن خلقه، والخلق بائنون عنه، فوجود ما سواه مخلوق كائن بعد أن لم يكن، حاصل بإيجاده له، فهو الذي أعطى كلَّ شيءٍ خلق، ووجوده المختص به، وبان بذاته وصفاته ووجوده عن خلقه" (٢).


(١) تاريخ الإسلام ٤٩/ ٢٨٧.
(٢) مدارج السالكين ٣/ ٤١٤.

<<  <   >  >>