للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والثالث: أنهم أفاتوا أنفسهم نقل الخطى إلى المساجد.

والرابع: أنهم تشبَّهوا بالنَّصارى بانفرادهم بالأديرة.

والخامس: أنهم تعزَّبوا (١) وهم شباب وأكثرهم محتاجٌ إلى النكاح.

والسادس: أنهم جعلوا لأنفسهم علمًا ينطق بأنهم زُهَّاد فيوجب ذلك زيارتهم والتبرك بهم ... وقد رأينا جمهور المتأخرين منهم مستريحين في الأربطة من كدِّ المعاش متشاغلين بالأكل والشُّرب والغناء والرقص يطلبون الدنيا من كلِّ ظالم ولا يتورَّعون من عطاء ماكس، وأكثر أربطتهم قد بناها الظلمة ووقفوا عليها الأموال الخبيثة" (٢).

والأدلة مستفيضة من الكتاب والسُّنَّة والإجماع والقياس على تحريم ذلك.

أ من الكتاب:

قال تعالى: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} (٣).

ووجه الاستدلال بالآية عمومها؛ إذ الاسم الموصول بصلة عامة يعم بعمومها حتى يرد تخصيصه، فكلُّ مسجد شارك مسجد سبب النزول في التفرقة والضرر كان كهو في الحكم ... فسبب النُّزول لا يخصص الدليل العام كما هو معلوم في الأصول، ولما كانت القباب والزوايا أعظم ضار ومفرق أخذت بذلك حكم مسجد الضرار (٤).


(١) تعزَّبوا: تركوا النِّكاح، ينظر: المحكم والمحيط الأعظم ١/ ١٨٩.
(٢) تلبيس إبليس ١/ ١٥٧.
(٣) سورة التوبة: ١٠٧.
(٤) ينظر: حكم السُّنَّة والكتاب في الزوايا والقباب، ص ٣٠.

<<  <   >  >>