ولكنه قال بإسقاط التدبير والاختيار عن العبد، فهو جبريٌّ يقول بالكسب.
١٤ - وقع ابن عجيبة في التأويل -أي تأويل صفات الله - عز وجل - ... وتفويضها- وبهذا خالف أهل السُّنَّة والجماعة مثل الأشاعرة.
١٥ - يغلب على مؤلفات ابن عجيبة المطبوعة والمخطوطة الرموز والغموض، فهو يرى أنَّ أهل الظاهر لا يفهمون إلا ظواهر الشريعة، ولذلك نافح ودافع عن ابن عربي وابن الفارض والتلمساني واعتذر لهم، وبهذا فتح بابًا واسعًا لأصحاب الاتجاهات المنحرفة من ليِّ النصوص وتطويعها حسب أهوائهم بعيدًا عن المنهج الحق الذي عليه السلف الصَّالح.
١٦ - ابتدع ابن عجيبة أذكارًا وصلوات مما أدَّى إلى انحرافه في أعمال القلوب وتسميتها بأحوال ومقامات ونتج عنها تأثُّره ببدعة وحدة الوجود.
١٧ - عمد ابن عجيبة إلى إذلال النفس وترويضها ليحصل لها خرق العوائد وتتمكَّن من الرقي في المعارف، حسب زعمه.
١٨ - يولي ابن عجيبة الشيخ مكانةً هامَّةً، فهو يرى طول صحبته، والإذعان والخضوع له، وعدم الإنكار عليه مهما رأى المريد، وبهذا لا يوجد شيئٌ منكرٌ، بل كل ما يراه المريد معروفٌ، وبهذا عطَّل شريعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
١٩ - يعتقد ابن عجيبة أنَّ الخضرَ حيٌّ لم يمت، ويزعم أنه التقى به في جامع الجعيدي، وبهذا خالف ما عليه أهلُ العلمِ المحققون.
٢٠ - لابن عجيبة مكانة عظيمة عند قومه، ولعلَّ بيان ما وقع فيه من مخالفات عقدية يكشف الغُمَّة عن عيون مريديه؛ ليعودوا إلى المنهج السليم المبنيِّ على الكتاب والسُّنَّة وفق فهم سلف الأُمَّة، بعيدًا عن خرافات الطريقة.