للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يحتاج إلى التثبيت، ولو كان خبره لا يفيد العلم لأمر بالتثبت حتى يحصل العلم، ومما يدلُّ عليه أيضًا أنَّ السلف الصالح وأئمة الإسلام لم يزالوا يقولون: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كذا وفعل كذا وأمر بكذا ونهى عن كذا، وهذا معلومٌ في كلامهم بالضرورة" (١).

أدلة السُّنَّة على قبول خبر الواحد:

١ - قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «بلِّغوا عنِّي ولو آية» (٢).

٢ - قصة العسيف (٣)، فقد ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «واغد يا أُنيس-لرجل من أسلم- إلى امرأة هذا فإن اعترفت فارجمها» (٤)، اعتمد - صلى الله عليه وسلم - خبره فيما اعترفت به على نفسها (٥).

٣ - في الصحيحين عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: بينما الناس بقباء في صلاة الصبح، إذ جاءهم آت فقال: إنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قد أُنزل عليه الليلة قرآن، وقد أمر أن يستقبل القبلة فاستقبلوها، وكانت وجوههم إلى الشام، فاستداروا إلى الكعبة (٦).

وقال الشافعي: "فلمَّا ندب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى استماع مقالته وحفظها وأدائها امرأ يؤديها والإمرء واحدٌ دلَّ على أنه لا يأمر أن يؤدَّى عنه إلا ما تقوم به الحجة على من أدَّى إليه؛ لأنه إنما يؤدي عنه حلالٌ، وحرامٌ يُجتنب، وحدٌّ يُقام، ومالٌ يُؤخذ ويُعطى، ونصيحةٌ في دينٍ ودنيا" (٧).


(١) مختصر الصواعق المرسلة ٢/ ٣٩٤، الإحكام, لابن حزم ١/ ١١١ - ١١٢.
(٢) أخرجه البخاري، كتاب الأنبياء، باب ما ذكر عن بني إسرائيل ٤/ ١٤٥, رقم ٣٤٦١.
(٣) العسيف: الأجير، ينظر: الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية ٤/ ١٤٠٤.
(٤) أخرجه البخاري، كتاب أخبار الآحاد، باب ما جاء في إجازة خبر الواحد الصدوق، ٨/ ١٣٥ رقم ٦٨٣٦.
(٥) ينظر: أخبار الآحاد، للشيخ ابن جبرين - رحمه الله -، ص ١٢٣.
(٦) أخرجه البخاري، كتاب أخبار الآحاد، باب ما جاء في إجازة خبر الواحد الصدوق ٨/ ١٣٣ - ١٣٤، رقم ٣٩٥، ومسلم، كتاب الحدود، باب من اعترف على نفسه بالزنى ٥/ ١٢١، رقم ٤٥٣١.
(٧) الرسالة، ص ١٧٥.

<<  <   >  >>