للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قصدهم منه ردَّ الأخبار، وتلقَّفه منهم بعض الفقهاء، الذين لم يكن لهم في العلم قدمٌ ثابت، ولم يقفوا على مقصدهم من هذا القول" (١).

أدلة قبول خبر الواحد منها:

١ - قوله تعالى: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} (٢)، "والطائفة في كلام العرب تقع على الواحد، والجماعة، يدلُّ على أنَّ الطائفة يجوز أن تكون واحدًا في هذه الآية، أنه إذا نَفَر واحدٌ من كلِّ قومٍ ونَفَرَ وتفقَّهَ في الدين ورجعَ إليهم وأنذرهم وأعلمهم بما فُرِض عليهم كان عليهم أن يقبلوا قوله وينتهوا إلى ما يخبرهم به، ولا يجوز لهم أن يردوا خبره؛ لأنَّ على العامي أن يقبل قول العالم" (٣).

٢ - قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ} (٤)، وهذه الآية استدل بها ابن عجيبة على قبول خبر الواحد العدل (٥).

وفي القراءة الأخرى (فتثبتوا) (٦)، وهذا يدلُّ على الجزم بقبول خبر الواحد وأنه لا


(١) صون المنطق، ص ١٦٠ - ١٦١.
(٢) سورة التوبة: ١٢٢.
(٣) الحجة في بيان المحجة، إسماعيل الأصبهاني ١/ ٣٧٤.
(٤) سورة الحجرات: ٦.
(٥) البحر المديد ٧/ ١١.
(٦) الكشف عن وجوه القراءات السبع ١/ ٣٩٤.

<<  <   >  >>