الْبَصْرَة فَرد مُعَاوِيَة الْمُغيرَة إِلَى الْكُوفَة وَأمره أَن يعْمل فِي بيعَة يزِيد فَقدم الْكُوفَة وَذكر من يرجع إِلَيْهِ من شيعَة بني أُميَّة فَأَجَابُوا وأوفد مِنْهُم جمَاعَة مَعَ ابْنه مُوسَى ابْن الْمُغيرَة فدعوا مُعَاوِيَة إِلَى بيعَة يزِيد فَقَالَ وَقد رضيتموه قَالُوا نعم نَحن وَمن وَرَاءَنَا فَقَالَ نَنْظُر مَا قدمتم لَهُ وَيَقْضِي الله أمره والأناة خير من العجلة ثمَّ كتب إِلَى زِيَاد يستشيره فنكر زِيَاد ذَلِك وَأعظم أَن يُكَاتب فِيهِ واستدعى عبد الله بن كَعْب النميري وَكَانَت لَهُ صحابة وَله بِهِ ثِقَة وَقَالَ لَهُ دعوتك لأمر اتهمت عَلَيْهِ بطُون الصحُفِ إِن مُعَاوِيَة كتب إِلَى أَن أجمع النَّاس على بيعَة يزِيد وَهُوَ يتخوف نفرة النَّاس ويرجو مطابقتهم ويستشيرني وعلاقة أَمر الْإِسْلَام وضمانه عَظِيم وَيزِيد صَاحب رسلة وتهاون فِيمَا أولع بِهِ من الصَّيْد فالق مُعَاوِيَة مُؤديا عني وَأخْبرهُ عَن فعلات يزِيد وَقل لَهُ رويدك بِالْأَمر فقمن أَن يتم لَك مَا تُرِيدُ وَلَا تعجل فَقَالَ لَهُ عبيد الله بن كَعْب لَا تفْسد على مُعَاوِيَة رَأْيه وَلَا تمقت إِلَيْهِ ابْنه وَأَنا ألْقى يزِيد فِي سر من مُعَاوِيَة فَأخْبرهُ عَنْك بِكِتَاب مُعَاوِيَة إِلَيْك يستشيرك فِي بيعَته وَأَنَّك تتخوف خلاف النَّاس لما ينقمون عَلَيْك وَأَنَّك ترى لَهُ ترك مَا ينقمون عَلَيْهِ لتستحكم الْحجَّة على النَّاس ويسهل الْأَمر وَفِي ذَلِك نصح يزِيد ورضا مُعَاوِيَة والسلامة عَن دَرك الْأمة فَقَالَ لَهُ زِيَاد لقد رميت الْأَمر بحجره اشخص علَى بركَة الله وَكتب زِيَاد إِلَى مُعَاوِيَة يَأْمُرهُ بالتؤدة وَألا يعجل فَقبل ذَلِك مُعَاوِيَة وَبلغ عبيد الله بن كَعْب وَصِيَّة زِيَاد إِلَى يزِيد فَكف عَن كثير مِمَّا كَانَ يصنع فَلَمَّا مَاتَ زِيَاد اعتزم مُعَاوِيَة على الْعَهْد ليزِيد وَقَرَأَ كِتَابه على النَّاس باستخلافه يزِيد إِن حدث بِهِ حدث المَوت فيزيد ولي عَهده فاستوثق لَهُ النَّاس على الْبيعَة ليزِيد غير خَمْسَة نفر الْحُسَيْن بن عَليّ وَابْن عمر وَابْن الزبير وَابْن عَبَّاس وَعبد الرَّحْمَن بن أبي بكر فحج مُعَاوِيَة سنة إِحْدَى وَخمسين فَلَمَّا قدم مَكَّة بعث عَن الْحُسَيْن وَقَالَ يَا بن أخي قد استوثق النَّاس لهَذَا الْأَمر غير خَمْسَة نفر أَنْت تقودهم فَمَا إربك إِلَى هَذَا الْخلاف قَالَ الْحُسَيْن أرسل إِلَيْهِم فَإِن بَايعُوا فَأَنا مِنْهُم وَلَا تعجل
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute