أم من عباد الله قد سمعنَا صَوْتك فأرنا صُورَتك وشخصك فَإِن الْوَفْد وَفد رَسُول الله ووفد عمر بن الْخطاب فانفلق الْجَبَل عَن هَامة كالرحى أَبيض الرَّأْس واللحية عَلَيْهِ طمران من صوف فَقَالَ أَنا زريب بن برتمك وَصِيّ العَبْد الصَّالح عِيسَى بن مَرْيَم أسكنني هَذَا الْجَبَل ودعا لي بطول الْبَقَاء إِلَى حِين نُزُوله من السَّمَاء قَالَ فَسَأَلَ نَضْلَة والخلق الَّذين مَعَه عَن النَّبِي
فَقَالُوا قد قبض فَسَأَلَ عَن أبي بكر فَقَالُوا قد قبض ثمَّ سَأَلَهُمْ عَن عمر فَقَالُوا حَيّ وَنحن جَيْشه فَقَالَ أقرئوه مني السَّلَام وَقُولُوا لَهُ يَا عمر سدد وقارب فقد وُفيَّ الْأَمر وَأَخْبرُوهُ بِهَذِهِ الْخِصَال الَّتِي أخْبركُم بهَا يَا عمر إِذا ظَهرت هَذِه الْخِصَال فِي أمة مُحَمَّد فالهرب الْهَرَب إِذا اسْتغنى الرِّجَال بِالرِّجَالِ وَالنِّسَاء بِالنسَاء وانتسبوا إِلَى غير مناسبهم وانتموا إِلَى غير مواليهم وَلم يرحم كَبِيرهمْ صَغِيرهمْ وَلم يوقر صَغِيرهمْ كَبِيرهمْ وَترك الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ فَلم يُؤمر بِهِ وَترك النَّهْي عَن الْمُنكر فَلم ينْه عَنهُ وَيعلم عالمهم الْعلم ليجلب بِهِ الدُّنْيَا وَيَأْتِي الْمَطَر فيضاً وَالْولد غيظاً وطولوا المنارات وفضضوا الْمَصَاحِف وزخرفوا الْمَسَاجِد وأظهروا الرشا وشيدوا الْبَنَّا وَاتبعُوا الْهوى وَبَاعُوا الدّين بالدنيا وَقطعت الْأَرْحَام وبيعت الْأَحْكَام وأكلوا الرِّبَا وَصَارَ الْغنى عزا والفقر ذُلاً وَخرج الرجل من بَيته فَقَامَ إِلَيْهِ من هُوَ خير مِنْهُ وَسلم عَلَيْهِ وَركبت الْفروج السُّرُوج قَالَ ثمَّ غَابَ عَنْهُم فَلم يروه فَكتب بذلك نَضْلَة إِلَى سعد وَكتب بِهِ سعد إِلَى عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ فَكتب عمر إِلَى سعد أَن سر أَنْت بِنَفْسِك وَمن مَعَك من الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار حَتَّى تنزلوا ذَلِك الْجَبَل فَإِن لَقيته فأقرئه مني السَّلَام فَخرج سعد فِي أَرْبَعَة آلَاف من الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار وَأَبْنَائِهِمْ حَتَّى نزلُوا ذَلِك الْجَبَل وَمكث سعد أَرْبَعِينَ يَوْمًا يُنَادي بِالصَّلَاةِ فَلم يجد جَوَابا وَلم يسمع خطابا فَكتب بذلك إِلَى عمر رَضِي الله عَنهُ
(صفته رَضِي الله عَنهُ)
عَن زر بن حُبَيْش رَضِي الله عَنهُ قَالَ كَانَ عمر رَضِي الله عَنهُ أَبيض أبهق يشبه لون الجص بَيَاضًا لَا يكون لَهُ دم ظَاهر وَكَانَ طوَالًا أصلع أَبْلَج